الإثنين, 15 سبتمبر 2025 09:39 PM

أنقرة تهتزّ: عشرات الآلاف يحتجون على حملة قضائية تستهدف حزب المعارضة الرئيسي

أنقرة تهتزّ: عشرات الآلاف يحتجون على حملة قضائية تستهدف حزب المعارضة الرئيسي

شهدت العاصمة التركية أنقرة، يوم الأحد، تظاهرات حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف احتجاجًا على دعوى قضائية تهدد مستقبل حزب المعارضة الرئيسي في البلاد. تأتي هذه التطورات في أعقاب حملة قضائية استمرت عامًا كاملًا واستهدفت المئات من أعضاء الحزب.

أظهرت لقطات مباشرة من موقع الاحتجاج حشودًا غفيرة تطالب برحيل الرئيس رجب طيب أردوغان، حاملين الأعلام التركية ورايات الحزب. ومن المقرر أن تصدر السلطات القضائية يوم الاثنين قرارًا حاسمًا بشأن ما إذا كان سيتم إبطال مؤتمر حزب الشعب الجمهوري لعام 2023، وذلك بناءً على مزاعم بوجود مخالفات إجرائية. هذه الخطوة قد تؤدي إلى إعادة تشكيل الحزب، وإحداث هزات في الأسواق المالية، والتأثير على موعد الانتخابات المقررة في عام 2028. مع ذلك، يبقى احتمال إرجاء المحكمة للحكم واردًا.

وفي كلمة ألقاها أمام الحشود، صرح زعيم الحزب أوزجور أوزال بأن الحكومة تسعى جاهدة للتشبث بالسلطة من خلال تقويض المعايير الديمقراطية وقمع المعارضة، وذلك في أعقاب الانتصارات التي حققتها المعارضة في الانتخابات المحلية خلال العام الماضي. كما دعا أوزال إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة، مؤكدًا أن القضية المرفوعة ضد الحزب ذات دوافع سياسية وأن الاتهامات الموجهة إليهم باطلة. وشدد على براءة رفاقه، واصفًا ما يحدث بأنه انقلاب يستهدف الرئيس والحكومة المقبلين، ومتعهدًا بالمقاومة.

من جانبها، تؤكد الحكومة التركية على استقلالية القضاء وتنفي وجود أي دوافع سياسية وراء هذه الإجراءات. ووفقًا لمراجعة أجرتها رويترز، فقد اعتقلت تركيا خلال العام الماضي ما يزيد على 500 شخص في إطار تحقيقات تتعلق بالفساد، من بينهم 17 رئيس بلدية في إسطنبول وغيرها من البلديات التي يديرها حزب الشعب الجمهوري. كما سُجن المئات من أعضاء الحزب بانتظار المحاكمة في إطار تحقيق واسع النطاق حول مزاعم بالفساد وارتباطات بالإرهاب، ومن بينهم أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول والمنافس السياسي الرئيسي للرئيس التركي.

أثار اعتقال إمام أوغلو في شهر مارس/آذار الماضي أكبر احتجاجات شهدتها البلاد منذ نحو 10 سنوات، حيث خرج مئات الآلاف إلى الشوارع، مما أدى إلى هبوط حاد في قيمة الليرة التركية وغيرها من الأصول. وفي رسالة بعث بها من السجن وقُرئت أمام الحشد في أنقرة، اتهم إمام أوغلو الحكومة بمحاولة حسم نتيجة الانتخابات المقبلة مسبقًا عبر إقصاء المنافسين الشرعيين، وتقويض الديمقراطية من خلال ملاحقات قضائية ذات دوافع سياسية وإجراءات أخرى لقمع المعارضة. وأضاف أن عصر الأنا سينتهي في هذا البلد، وسيبدأ عصر نحن، وأن شخصًا واحدًا سيخسر بينما سيربح الجميع. وبعد قراءة الرسالة، هتف الحشد قائلًا "الرئيس إمام أوغلو" وسط موجة من التصفيق الحاد.

(REUTERS)

مشاركة المقال: