تتجه الأنظار نحو اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب في أنكوريج، ألاسكا، في 15 آب/أغسطس، وهو اللقاء الأول بينهما منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض. ويهدف اللقاء إلى التفاوض بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، مما يثير التساؤلات حول هذه المدينة وسبب اختيارها.
ماذا نعرف عن أنكوريج؟
أنكوريج هي أكبر مدن ألاسكا، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 288 ألف نسمة، وتقع على شبه جزيرة. تجذب المدينة محبي الأنشطة الخارجية، مثل صيد الأسماك والصيد البري والمشي لمسافات طويلة. وكانت آخر مرة استضافت فيها أنكوريج لقاءً دبلوماسيًا رفيع المستوى في آذار/مارس 2021، عندما التقى مسؤولون كبار من إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن مع مسؤولين صينيين كبار.
سبب اختيار ألاسكا
يثير اختيار ألاسكا لاستضافة قمة ترامب – بوتين تساؤلات عديدة. وذكر تقرير أن كلا الزعيمين لديهما أسباب للاحتفاء بهذا الاختيار. فعقد الاجتماع على الأراضي الأميركية يمنح بوتين ميزة مهمة، حيث لا يواجه خطر الاعتقال بموجب مذكرة صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، لأن أميركا لا تعترف باختصاص المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرًا لها، بحسب صحيفة “التايمز”.
وفي حين كانت ألاسكا في الماضي أرضًا روسية، ومع احتمال هيمنة الحديث عن "تبادل الأراضي" بين موسكو وكييف على القمة، قد يفكر بوتين في قرار القيصر ألكسندر الثاني ببيعها لأميركا عام 1867 مقابل 7.2 ملايين دولار، أي ما يعادل سنتين للفدان، وفقًا لـ"التايمز".
منذ القدم، اكتسب اختيار مكان الاجتماعات بين القادة المتنافسين أهمية رمزية كبيرة، خاصة تلك التي تجمع الرؤساء الأميركيين بنظرائهم السوفيات والروس. وقد جرت لقاءات عديدة بين القوى العظمى في واشنطن أو موسكو، أو في مراكز محايدة مثل فيينا وجنيف.
كما استضافت أماكن أخرى أقل توقعًا قممًا مهمة، مثل ريكيافيك ومالطا وقلعة بردو في سلوفينيا وهلسنكي. ونظرًا لموقعها في منتصف الطريق تقريبًا بين واشنطن وموسكو، فمن المدهش أن ألاسكا لم تستضف قمة للقوى العظمى من قبل. وأقرب ما وصلت إليه كان لقاء ريغان بالبابا يوحنا بولس الثاني في مطار فيربانكس عام 1984.
ما يهم ترامب هو أن بوتين سيزور أميركا، رغم أن الرحلة تستغرق نحو سبع ساعات من واشنطن. وبعد تأكيد القمة، وصف الكرملين اختيار ألاسكا بأنه "منطقي تمامًا" نظرًا لموقعها، وقال إن ترامب دُعي للقاء آخر في روسيا.
في ألاسكا، سيكون اللقاء محصورًا بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، من دون حضور فولوديمير زيلينسكي أو ممثلين عن أوروبا.
ترامب يسعى لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية
منذ عودته إلى البيت الأبيض، يسعى ترامب لإصلاح العلاقات مع موسكو وإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية. وذكرت شبكة “إن.بي.سي” أن البيت الأبيض يدرس دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى ألاسكا، حيث من المقرر أن يلتقي ترامب ببوتين. وأضافت الشبكة أنه لم يتم الانتهاء من مسألة زيارة زيلينسكي، وأنه من غير الواضح ما إذا كان سيذهب في نهاية المطاف إلى ألاسكا لعقد اجتماعات.
لاحقًا، قال مسؤول في البيت الأبيض إن ترامب منفتح على عقد قمة ثلاثية في ألاسكا مع بوتين وزيلينسكي، لكنه أضاف أن البيت الأبيض يخطط حاليًا لأن يكون الاجتماع ثنائيًا مع بوتين بناء على طلبه.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية