افتتح معاون وزير الثقافة سعد نعسان في المتحف الوطني بدمشق، معرض "بستان هشام" للفنان التشكيلي والخطاط أحمد كمال، وهو أول معرض للخط العربي بعد التحرير. ضم المعرض أكثر من ستين عملاً فنياً متنوعاً، شملت مخطوطات من متاحف عالمية ورؤى معاصرة في الخط الكوفي.
سبق الافتتاح ندوة حوارية في القاعة الشامية، استعرضت تاريخ الخط العربي وتطوره بمشاركة باحثين وخطاطين. وتناول المتحدثون الجذور التاريخية لهذا الفن، مؤكدين دوره كجسر بين اللغة والجمال والهوية، مما مهّد لافتتاح المعرض.
قُسمت لوحات المعرض إلى قسمين: الأول، محاكاة لخطوط من متاحف عالمية مثل "المصحف الأزرق" في كامبرج ورسالة النبي ﷺ إلى هرقل. أما القسم الثاني، فضم لوحات حروفية معاصرة تعكس أسلوب الفنان أحمد كمال في تجديد الحرف العربي بروح معاصرة تجمع بين الأصالة والحداثة.
أوضح أحمد كمال لـ"الوطن" أنه يركز على المخطوطات الإسلامية منذ فجر الإسلام وحتى القرن الثالث الهجري، وهي مرحلة لم تحظ بالاهتمام الكافي، لذلك أجرى بحثاً معمقاً حولها، خاصةً أنها كانت مرحلة ما قبل التنقيط. وأكد أنه اختص في محاكاة المخطوطات الإسلامية وتناول الحرف في العصر الحديث.
وعن اختيار عنوان "بستان هشام"، قال كمال: "أنا ابن مدينة الرقة، وأسعى دائماً للربط ما بين الرقة ورصافة هشام وغوطة دمشق، وهو ولاء لبلدي والفرات والهواء والعشق دمشقي".
من جهته، أكد رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين محمد صبحي السيد يحيى أن الخط العربي ركيزة أساسية في الفن التشكيلي السوري، مشيراً إلى التطور الملحوظ في أعمال الفنان كمال، وأنه يعتبر علماً من أعلام الخط والحركة الإبداعية السورية. وأضاف أن المعرض يمثل تجربة فنية فريدة تحول الحرف العربي إلى لوحة تنطق بالحياة، وتعكس شغف الفنان بهذا الفن وقدرته على الجمع بين الأصالة والابتكار.
أشاد الفنان التشكيلي معتز العمري بالمعرض والتطور في أسلوب كمال، وتحديثه لطريقة تعامله مع الحرف واللون والتشكيل الفني، مبيناً أن كمال يعمل على هذا الموضوع منذ سنوات، وأن خبرته زادت من خلال تدريسه للخط العربي، موضحاً أن الخط العربي الذي ركز عليه كمال ليس بالأمر السهل لأنه من الصعب أن نصنع لوحة إبداعية بالحرف، ونحن عندما نصنعها فإننا نكسر كلاسيكية الخط العربي ونتجه نحو الحداثة.
الوطن – مصعب أيوب