الخميس, 25 سبتمبر 2025 09:11 PM

إرث الماضي: كيف يؤثر التاريخ على حاضرنا ويعيق تقدمنا؟

إرث الماضي: كيف يؤثر التاريخ على حاضرنا ويعيق تقدمنا؟

منذ قرون، شهدت بطون قريش صراعات ونزاعات، أبرزها الخلاف الطويل بين بني أمية وبني هاشم، والذي تمحور حول السلطة والنفوذ. سجل التاريخ أحداثًا وصراعاتٍ بقيت حبيسة الماضي، وحسابها عند الله.

مرت السنوات، وتغيرت الحياة، وتلاشت الفوارق القديمة، وتداخلت الأنساب والموروثات. ومع ذلك، لا يزال البعض متمسكًا بالماضي، ويعلي من شأن أحداث مضى عليها أكثر من قرن ونصف، ويجعلها معيارًا للحاضر، وكأنها أهم من حاضر الوطن ومستقبل أبنائه. هذا التمسك بالماضي يلقي بعبء ثقيل على حاضرنا، ويضعف وحدتنا، ويعقد مصالحنا، ويهدد مستقبل الأجيال القادمة.

في الوقت الذي تتفكك فيه الأسر وتضعف صلة الرحم، وتندر المحبة والزيارات بين الأقارب، تتصدر الأحداث والموروثات القديمة اهتماماتنا، وكأنها المعيار الذي نقيس به حاضرنا. بينما الروابط الحقيقية بين الناس تتلاشى، ويصبح الماضي البعيد أكثر تأثيرًا من دفء العلاقات الأسرية الحاضرة.

أمام كثرة الأعداء ووحدة الخندق والمصير المشترك، يجب أن تتجه أنظارنا نحو التهديدات الخارجية، لا نحو نزاعات عفا عليها الزمن.

الوطن يظل أكبر من أي خلاف قديم، وأكبر من أي أحداث مضت. الماضي له زمنه وأهله، أما حاضرنا ومستقبل أبنائنا، فهما بحاجة إلى رؤية واضحة، وتلاحم، وتوجيه الطاقات نحو بناء المستقبل، لا نحو إحياء الماضي.

إن عبء التاريخ ثقيل على حاضرنا، يعيق تقدمنا، ويترك أثره في كل بيت، وفي كل علاقة، وفي كل فرصة للعيش المشترك. بقلم عدنان كامل الشمالي

مشاركة المقال: