أعلنت وزارة الداخلية السورية اليوم الخميس عن إطلاق سراح الناشط عامر مطر، المدير المؤسس لـ"متحف السجون السورية"، بعد توقيفه يوم أمس على الحدود اللبنانية.
أكد دياب سرية، مدير "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا"، خبر الإفراج عن مطر صباح اليوم، وذلك بعد تداول الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل عائلة وأصدقاء مطر.
صرح نور الدين البابا، المتحدث باسم وزارة الداخلية، بأنه بعد استكمال التحقيقات والاطلاع على تفاصيل القضية، تبين أن الوثائق المضبوطة بحوزة مطر لا تستدعي استمرار توقيفه.
أوضح البابا لوكالة الأنباء السورية (سانا) أن النيابة العامة اطلعت على التحقيقات، وتقرر الإفراج عن مطر بكفالة، حرصًا على تطبيق مبدأ سيادة القانون بعد انتهاء موجبات توقيفه.
وأضاف البابا أن مطر دُعي لمراجعة الجهة المختصة لتوضيح ملابسات الموضوع، لكنه لم يستجب وحاول مغادرة البلاد قبل المراجعة، مما استلزم توقيفه على الحدود.
أكد البابا أن الإجراءات التي اتخذتها الداخلية كانت في إطار القانون، وأن قرار الإفراج جاء بعد استكمال التحقيق، مشيرًا إلى أن التوقيف جرى استنادًا إلى معلومات حول حيازة مطر وثائق رسمية تخص جهات أمنية بطريقة غير قانونية.
دعا البابا المواطنين، بمن فيهم الشخصيات العامة والناشطون، إلى مراجعة الجهات المختصة مباشرة عند وجود أي إشكاليات، تفاديًا لانتشار الشائعات.
وكان "متحف سجون سوريا" قد أعلن عن اعتقال مؤسسه عامر مطر من قبل وزارة الداخلية السورية على الحدود السورية-اللبنانية، وذكر أن الاعتقال جاء بعد أيام من افتتاح المتحف في دمشق، معتبرًا ذلك استهدافًا لحرية التعبير.
أدان "المتحف" اعتقال مطر، مؤكدًا أن توقيفه جرى بطريقة غير قانونية، وطالب بالكشف الفوري عن مكان وجوده وأسباب اعتقاله، والإفراج عنه.
أشار دياب سرية إلى وجود معلومات متداولة تشير إلى خلاف بين مطر وأحد أفراد وزارة الداخلية، معربًا عن أسفه لخبر الاعتقال.
أكد مدير المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية اعتقال مطر، مشيرًا إلى أنه سيطلق سراحه اليوم الخميس.
يذكر أن عامر مطر صحفي وناشط حقوقي ومعتقل سياسي سابق، وشاهد رئيس في محكمة "كوبلنز" بألمانيا ضد عناصر من أجهزة الأمن التابعة للنظام السابق.
ما هو "متحف السجون"؟
افتتح المتحف في دمشق، منتصف أيلول الحالي، وهو متحف افتراضي يوثق تاريخ السجون في سوريا والانتهاكات المرتبطة بها، و"يفتح مجالًا للبحث في الذاكرة والعدالة"، وفق تعريفه. يضم الموقع تحقيقات معّمقة تكشف بنية منظومة السجون، وشهادات لمعتقلين وذويهم توثق التجربة الإنسانية وما تركته من أثر عميق. كما يتيح جولات ثلاثية الأبعاد داخل مراكز الاحتجاز، وأرشيفًا من الوثائق الأصلية بعد تحليلها وترجمتها، وفق المتحف.