في خطوة تاريخية تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية، تم إطلاق مجلس الأعمال السوري–التركي المشترك رسمياً في إسطنبول، العاصمة الاقتصادية لتركيا. يهدف هذا المجلس إلى الانتقال بالعلاقات بين البلدين من مرحلة الصراع إلى التعاون والبناء المشترك.
جرى الإعلان عن تأسيس المجلس خلال فعاليات منتدى الأعمال التركي–السوري، الذي أقيم يوم السبت 29 تشرين الثاني، كجزء من فعاليات قمة العالم الحلال ومعرض “حلال إكسبو 2025” المنعقد في إسطنبول.
من آلام الحرب إلى آفاق التعاون
أكد رواد رمضان، الرئيس التنفيذي للمجلس، على التحول الكبير في العلاقات، قائلاً: “لو كنا نجتمع هنا قبل عام، لكنا نتحدث عن الآلام والجراح، أما اليوم فنحن نتحدث عن الفرص والتنمية والبناء المشترك”. وأشار إلى أن المجلس يمثل “مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات الاقتصادية بين سوريا وتركيا”، وأن المرحلة الاقتصادية الحالية في سوريا تركز على تعزيز دور القطاع الخاص كمحرك أساسي للاقتصاد.
كما استعرض رمضان الركائز الأساسية للتعاون الاقتصادي المستقبلي، والتي تشمل توفير بيئة أعمال حديثة بقوانين واضحة وإدارة شفافة، وتسهيل المسارات التجارية واللوجستية مع تركيا للوصول إلى الأسواق الإقليمية والدولية، وتطوير المحاضن الاقتصادية لاستقطاب الاستثمارات وتسريع إطلاق المشاريع. وأشار إلى وجود قاعدة قوية للتعاون، تتمثل في وجود أكثر من 34,600 شركة تركية بمشاركة سورية.
استغلال فرص قطاع الحلال العالمي
ناقش المنتدى الفرص الكبيرة المتاحة في قطاع الاقتصاد الحلال العالمي، الذي تجاوزت قيمته 2.3 تريليون دولار. وأوضح رمضان الدور المتوقع لسوريا في سلاسل الإمداد الزراعية واللوجستية، مع الإشارة إلى عودة النشاط الصناعي من خلال دخول أكثر من 1300 مصنع مرحلة الإنتاج منذ بدء المرحلة الجديدة.
وكشف المجلس عن مناقشات متقدمة مع الجانب التركي لإطلاق مشروع مشترك ضخم في قطاع النسيج والإنتاج المشترك. وأعلن علاء الدين أكسوي، مدير التسويق والتدريب في المجلس، عن تسجيل أكثر من 730 طلب عضوية خلال يومين فقط بعد الإعلان عن المجلس، مما يعكس الاهتمام الكبير بدوره المرتقب.
يذكر أن تأسيس المجلس يأتي تنفيذاً للقرار رقم 1574 الصادر عن وزير الاقتصاد والصناعة السوري، محمد نضال الشعار، في الثالث من آب الماضي، والذي يقضي بتشكيل مجلس الأعمال السوري – التركي عن الجانب السوري، بهدف تطوير التعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين.