خيمة في بلدتهم الأصلية أفضل من الحياة فيه.. إغلاق "معسكر الموت"
سُجّلت اليوم السبت 7 حزيران 2025، مغادرة آخر العائلات التي كانت تعيش بمخيم الركبان، في مثلث الحدود السورية – الأردنية – العراقية، ليُغلَق واحد من أسوأ مخيمات النزوح السوري، وأكثرها قسوة. وصف سكانٌ كانوا يقطنون المخيم، بأنه كان معسكراً للموت.
وعلّق وزير الإعلام، حمزة المصطفى، على أنباء إغلاقه بالقول: "إن مخيم الركبان لم يكن مجرد مخيم، بل كان مثلث الموت الذي شهد على قسوة الحصار والتجويع، حيث ترك النظام الناس لمواجهة مصيرهم المؤلم في الصحراء القاحلة". وأكدت السلطات السورية، رسمياً، إغلاق المخيم.
وأعلنت المنظمة السورية للطوارئ وهي منظمة إنسانية غير حكومية، في منشور على "إكس" ليل أمس الجمعة أن "مخيم الركبان أغلق رسمياً وبات فارغاً. كل العائلات والسكان عادوا إلى بيوتهم".
أُنشئ مخيم الركبان في العام 2014، عند مثلث الحدود السورية مع العراق والأردن، ضمن منطقة أمنية بقطر 55 كيلومتراً، أقامها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لمكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية – داعش"، وأنشأ فيها قاعدة التنف، التي تنتشر فيها قوات أمريكية. وضم المخيم في ذروته، نحو 100 ألف سوريّ، فرّوا بصورة أساسية من تهديد النظام السوري، وبدرجة أقل، من استهداف تنظيم "الدولة". وتجمعوا حينها في المخيم، على أمل العبور إلى الأردن.
لكن بعد أن أغلقت عمّان حدودها مع سوريا، عام 2016، بدأ أعداد النازحين في المخيم تتناقص، جراء نقص الخدمات الطبية، والجوع والفقر، مما أرغم الكثير منهم على العودة إلى مناطقهم التي كانت خاضعة لسيطرة نظام الأسد، سابقاً.
وعلى مدى السنوات الأربع الأخيرة، حرص نظام الأسد على تضييق الخناق على المخيم، ومنع دخول أي مساعدات إليه، إلا نادراً. ووفق تقرير لـ "رويترز"، وقبيل سقوط النظام السابق في 8 كانون الأول/ديسمبر الفائت، كان المخيم يضم نحو 8 آلاف شخص معزولين تماماً، ومحاصرين. ومنذ لحظة سقوط النظام بدأ الباقون في المخيم بالعودة تدريجياً إلى مناطقهم الأصلية.
ويتحدر جانب كبير من السكان السابقين للمخيم، من مناطق بريف حمص الشرقي. ووفق مصادر محلية من القاطنين سابقاً في المخيم، تحدثت لوكالة الأنباء الألمانية، فإن أغلب العائلات التي عادت إلى مناطقها خلال اليومين الماضيين، لم تكن تملك منازل، بسبب تدمير منازلهم وقراهم من قبل قوات النظام. وقد قام بعضهم بنصب خيام في بلداته الأصلية.
وقالت شاهدة عيان، من سكان المخيم المغادرين أخيراً، لوكالة "أسوشيتد برس"، إنها تقطن الآن في منزل مهدد بالسقوط في بلدتها "القريتين" بريف حمص الشرقي. لكنها رغم ذلك، فرحة بخروجها من مخيم الركبان.
وعلى ذلك، علّق وزير الطوارئ والكوارث، رائد الصالح، بأن إغلاق مخيم الركبان يمثل نهاية لواحدة من أقسى المآسي الإنسانية التي واجهها أهلنا النازحون. وقال في تغريدة عبر منصة "إكس": "نأمل أن تشكل هذه الخطوة بداية لمسار ينهي معاناة بقية المخيمات، ويعيد أهلها إلى ديارهم بكرامة وأمان".