السبت, 12 يوليو 2025 12:45 PM

اتحاد الكتاب العرب يكرّم ذكرى المفكر الراحل ميشيل كيلو: كلمات مؤثرة في رثاء قامة وطنية

اتحاد الكتاب العرب يكرّم ذكرى المفكر الراحل ميشيل كيلو: كلمات مؤثرة في رثاء قامة وطنية

بمناسبة تكريم اتحاد الكتاب العرب لذكرى المفكر ميشيل كيلو في 15 تموز الجاري، يكتب د. جورج جبور كلمات من القلب والعقل. عرفت أ. ميشيل لفترة طويلة، وما زلت أحتفظ في مكتبتي ببعض كتبه وترجماته، وعليها إهداء بخط يده.

يساريته، تعقله اليساري، تعلقه بالوحدة الوطنية، ارتباطه بفلسطين قضيتنا الأولى، وحماسته في الدفاع عن آرائه، أمور لا خلاف عليها. كذلك، لا يختلف أحد على عزة نفسه وعفة يده. كان آخر لقاء لي به في دمشق، يوم استمعنا معًا إلى د. رزق الله هيلان، الاقتصادي السوري الشهير، حفظه الله، في محاضرة نظمها مركز المزة الثقافي. يمكن تحديد التاريخ بدقة إذا لزم الأمر.

بعد انتهاء المحاضرة، ركبت سيارتي الصغيرة وفتحت النافذتين. فجأة، ظهر ميشيل كيلو في النافذة اليمنى. دعوته للجلوس وعرضت عليه أن أوصله إلى بيته، لكنه رفض، ورفض أيضًا أن أنزل من السيارة لتبادل الآراء. استمر حوارنا لمدة طويلة نسبيًا، ولم يرغب أي منا في قطع هذا الحوار غير المألوف. لم تسمح له عزة نفسه بقبول إلحاحي لإيصاله إلى بيته، واستمر حوارنا في هذا الوضع غير المألوف، لأنني كنت دائمًا أحب الاستماع إلى آرائه، ويبدو لي أنه كان يبادلني الشعور نفسه، مع أفضلية بسيطة له في استثمار الوقت.

بعد لقاء د. هيلان، التقيت به مصادفة في ندوة بباريس، كنت فيها متحدثًا عن العروبة في الدساتير العربية، ربما كانت في معهد العالم العربي. لا أذكر أننا أتيحت لنا الفرصة في تلك الندوة المزدحمة جدًا للقاء أو الحديث. متى كان ذلك؟ لا أذكر، وإن كان بإمكاني تحديد التاريخ. كانت تصلني أخباره إلى دمشق بين وقت وآخر، عن طريق زميل مشترك معجب به، هو أ.د. ميشيل عيسى، حفظه الله.

عاش ميشيل كيلو مناضلًا صلبًا صريحًا مثيرًا للإعجاب. غاب عن الوطن في غربة طالت، وها هو يعود. انتقل، منذ سنوات، إلى رحمة الله، لكنني أراه الآن حيًا بيننا، سعيدًا بعودته إلى الوطن، ونحن سعداء به. شكرًا لاتحاد الكتاب العرب.

جورج جبور، بعد ظهر 11 تموز 2025 (موقع أخبار سوريا الوطن-٢)

مشاركة المقال: