الثلاثاء, 14 أكتوبر 2025 09:57 AM

اتفاق تاريخي في شرم الشيخ ينهي "كابوس غزة": تفاصيل التوقيع وإطلاق الرهائن والمعتقلين

اتفاق تاريخي في شرم الشيخ ينهي "كابوس غزة": تفاصيل التوقيع وإطلاق الرهائن والمعتقلين

تُنشر هذه المادة في إطار شراكة إعلامية بين عنب بلدي وDW. شهدت مدينة شرم الشيخ مراسم توقيع وثيقة اتفاق غزة، بحضور قادة بارزين من منطقة الشرق الأوسط والعالم. وقد وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى شرم الشيخ قادماً من إسرائيل، حيث ألقى كلمة أمام الكنيست وصف فيها الاتفاق بأنه "بزوغ فجر تاريخي لشرق أوسط جديد" ونهاية "لكابوس طويل ومؤلم" للإسرائيليين والفلسطينيين.

تزامن خطاب ترامب مع عودة آخر الرهائن الأحياء من غزة ومئات المعتقلين الفلسطينيين إلى ديارهم، وذلك بموجب خطة أمريكية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وإنهاء الحرب. شارك ترامب، بصفته مهندس خطة وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي أنهكته حرب ضروس على مدى عامين، في رئاسة قمة شرم الشيخ إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبحضور 31 من قادة الدول والمنظمات الدولية.

لم يحضر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولا ممثلون عن حماس القمة، في حين شارك فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي صافح الرئيس الأمريكي. استقبل ترامب القادة واقفاً على منصة مدّ عليها بساط أحمر، مبتسماً ومصافحاً تباعاً كلّ واحد منهم، وأمامه لوحة كُتب عليها بالإنجليزية "السلام 2025" وخلفه لافتة كبيرة كُتب عليها بالإنجليزية أيضاً "السلام في الشرق الأوسط". ورفع الرئيس الأمريكي إبهامه مراراً أمام الكاميرات.

قادة الدول الوسيطة يتولون التوقيع

وقّع قادة الدول الوسيطة، وهم ترامب والسيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وثيقة اتفاق غزة بصفتهم الدول الضامنة للاتفاق الهادف إلى إنهاء الحرب. وقال ترامب إن "الوثيقة ستتضمن القواعد والترتيبات والعديد من التفاصيل الأخرى"، مضيفاً مرتين "سيصمد هذا الاتفاق". ولم يُقدّم أي تفاصيل إضافية.

أوردت الوثيقة التي وقعها القادة: "نرحّب بالتقدّم المُحرَز في إرساء ترتيبات سلام شاملة ودائمة في قطاع غزة، وبالعلاقات الودّية والمثمرة بين إسرائيل وجيرانها في المنطقة"، مع التأكيد على الالتزام "بمستقبل يسوده السلام الدائم". ومساء الاثنين، غادر ترامب شرم الشيخ عائداً إلى واشنطن على متن الطائرة الرئاسية الأمريكية.

استقبال الرهائن والمعتقلين

في تل أبيب، احتشد جمع كبير في "ساحة الرهائن" وسط الدموع والهتاف والغناء، لاستقبال 20 رهينة أحياء كانوا اختطفوا في الهجوم الإرهابي غير المسبوق لحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل. لكن الحزن كان واضحاً على وجوه كثيرين بسبب آخرين لم يكونوا بين الأحياء. وفي مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، استُقبل المعتقلون الفلسطينيون الذين أفرجت عنهم إسرائيل بحشد كبير وبأعداد كثيفة لدرجة أن المفرج عنهم واجهوا صعوبة في النزول من الحافلة التي أقلّتهم من السجن.

وتوجّهت حافلات أخرى إلى خان يونس في جنوب قطاع غزة، حيث استقبلها آلاف الأشخاص الذين لوّحوا بالعلم الفلسطيني وراية حركة حماس، التي تصنفها ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية. وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، يُفترض أن تعيد حماس جثامين 27 رهينة قضوا أثناء الاحتجاز، إضافة إلى رفات جندي قُتل في عام 2014 خلال حرب سابقة على غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه تسلم من الصليب الأحمر أربعة جثامين حتى الآن. وفي المقابل، تُفرج إسرائيل عن 250 معتقلاً "أمنياً" فلسطينياً، بينهم عدد من المدانين بقتل إسرائيليين، وعن نحو 1700 فلسطيني اعتقلوا في غزة خلال الحرب الأخيرة.

"مرحلة صعبة"

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد تسلمت 20 رهينة على مرحلتين وسلمتهم لإسرائيل، وفي المقابل أفرجت إسرائيل عن 1968 معتقلاً فلسطينياً، بحسب بيان رسمي إسرائيلي. وقال الجيش الإسرائيلي إن "على حركة حماس الالتزام بالاتفاق واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان إعادة جميع (جثامين) الرهائن المتوفين".

وتتضمّن خطة ترامب في مرحلة لاحقة نزع سلاح حماس وإقصاءها عن إدارة القطاع الذي تحكمه منذ العام 2007. ولم تُدلِ حماس بموقف واضح بشأن مسألة نزع سلاحها، وتطالب بانسحاب إسرائيلي كامل، فيما لا تزال القوات الإسرائيلية تسيطر حالياً على 53% من مساحة القطاع. وقال مسؤول في حماس إن المرحلة الثانية من المفاوضات ستكون "صعبة". وبدأت في اليوم الأول لبدء اتفاق وقف إطلاق النار شاحنات محمّلة بالمساعدات الإنسانية بدخول القطاع المدمر عبر إسرائيل، فيما تنتظر أخرى على الحدود بين القطاع ومصر.

مشاركة المقال: