الأربعاء, 27 أغسطس 2025 11:33 PM

استياء لبناني واسع النطاق إزاء تعامل المبعوث الأمريكي براك مع الصحفيين

استياء لبناني واسع النطاق إزاء تعامل المبعوث الأمريكي براك مع الصحفيين

مطالبات بالاعتذار بعد وصفه سلوكهم بـ«الحيواني» أثار المبعوث الأميركي، توم برّاك، جدلاً واسعاً في لبنان بسبب طريقته في التعامل مع الصحافيين، والتي تضمنت عبارات لاقت رفضاً واستنكاراً شديدين، وذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بمشاركة الوفد الأميركي في بيروت عقب لقائه بالرئيس اللبناني جوزيف عون.

ووصف برّاك سلوك الصحافيين بـ«الحيواني» نتيجة الضجة التي حدثت أثناء طرح الأسئلة عليه، موجهاً إليهم القول: «سنضع مجموعة مختلفة من القواعد هنا. أريدكم أن تصمتوا للحظة». وهدد بإنهاء المؤتمر الصحافي قائلاً: «في اللحظة التي يبدأ فيها الأمر بالفوضى أو (السلوك الحيواني)، فسننهي كل شيء». ودعا برّاك الصحافيين إلى التصرف بـ«تحضر»، مشبهاً الفوضى التي حدثت بـ«الوضع في الشرق الأوسط»، كما أظهرت لقطات فيديو أخرى، لم يُعرف تاريخها، توجيهه كلاماً مماثلاً للصحافيين في مقر رئاسة البرلمان.

أثار تصرف المبعوث الأميركي ردود فعل غاضبة وانتقادات واسعة، مطالبة إياه بالاعتذار. وفي بيان لها، أعربت رئاسة الجمهورية عن أسفها «للكلام الذي صدر عفواً عن منبرها من قبل أحد ضيوفها اليوم (الثلاثاء)». وأكدت في بيانها على «احترامها المطلق لكرامة الشخص الإنساني بشكل عام». كما جددت تقديرها الكامل لجميع الصحافيين والمندوبين الإعلاميين المعتمدين لديها بشكل خاص، موجهة إليهم كل التحية على جهودهم وتعبهم في أداء واجبهم المهني والوطني.

من جانبه، أعرب وزير الإعلام، بول مرقص، عن أسفه لـ«تصريح أحد الموفدين الأجانب تجاه مندوبي وسائل الإعلام في القصر الجمهوري».

وأكد في بيان صادر عن مكتبه أن «الإعلام اللبناني والزميلات والزملاء الإعلاميين يقومون برسالة نبيلة في نقل الخبر والحقيقة، رغم كل الصعوبات والتحديات، ضمن إطار من المهنية والالتزام»، مشدداً على أنه يحرص على «كرامة كل فرد منهم ومكانتهم على نحو مطلق» ويعتز بهم.

بدورها، طالبت «نقابة محرري الصحافة اللبنانية» برّاك ووزارة الخارجية الأميركية بإصدار بيان اعتذار علني إلى الجسم الإعلامي اللبناني. وحذرت من أن «تجاهل هذا المطلب قد يدفعنا إلى اتخاذ خطوات تصعيدية».

وكتب عضو كتلة «القوات اللبنانية»، النائب غياث يزبك، عبر حسابه على منصة «إكس»: «مهما علا شأن الشخصية السياسية أو غير السياسية، ومهما بلغ انزعاجها من الإعلاميين، فللجسم الصحافي ولممثلي وسائل الإعلام حصانتهم. وأمام هذه الحصانة تتهاوى الأمزجة وتنهار الفوقيات»، مضيفاً: «ما قاله توم برّاك للصحافيين، ومن قصر بعبدا، مرفوض، ويتعين عليه الاعتذار. وعلى الصحافة، إن لم يحصل ذلك، أن تتوقف عن تغطية ما تبقى من نشاطه وكل نشاط مقبل له، فالبكاء من دون موقف يشجع المرتكب على المزيد».

وأكدت، من جهتها، النائبة بولا يعقوبيان، عبر حسابها على منصة «إكس»، أن «ما صدر عن توم براك اليوم (الثلاثاء) مُستهجَن، ولا ينتقص من مكانة الصحافة اللبنانيّة؛ بل يكشف عن مدى انهيار صورة الدبلوماسية الغربيّة وانحطاطها في أبسط قواعد الاحترام والتخاطب الدبلوماسي».

وفي المقابل، وبعد وصف نائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، تصريحات الأمين العام لـ«حزب الله»، نعيم قاسم، بأنها «مثيرة للشفقة»، قالت السفارة الإيرانية في بيروت عبر منشور على موقع «إكس»: «مُثيرة للشفقة تلك السياسات الأميركية الغارقة في التسلّط والعنجهية وازدراء الشعوب، كما هو حال القائمين عليها». وأضافت: «‏بونٌ شاسع يفصل بين نهجهم ونهجنا، تجلّى بوضوح في مشهدين متناقضين: الدكتور علي لاريجاني، الذي ظهر على المنابر والشاشات اللبنانية بمناقشات اتسمت باللباقة والكياسة، مجيباً بجرأة ورحابة صدر حتى (على) أكثر الأسئلة حِدّة؛ في مقابل الموفدين الأميركيين الذين ترى رجالهم يوجهون الإهانات والألفاظ النابية إلى الصحافيين، فيما تطلق نساؤهم تصريحات رخيصة تفتقر إلى الأدب، كاشفةً عن حقدٍ أعمى تجاه المناضلين الشرفاء في العالم».

مشاركة المقال: