أثار مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي صدمة واستياءً كبيراً، حيث يظهر رجلاً يقود سيارته السوداء داخل باحة الجامع الأموي في دمشق برفقة زوجته، وذلك في تاريخ 31 تموز 2025.
يُظهر الفيديو السائق وهو يتجول داخل الحرم بسيارته، قائلاً بصوت واضح: "جولة داخل الجامع الأموي بالسيارة"، ثم يقترب من الباب الرئيسي المطل على سوق الحميدية ويطلب من الحراس فتحه ليتمكن من المغادرة، وسط دهشة واستنكار المارة الذين لم يصدقوا ما شاهدوه.
اعتبر الكثيرون هذا المشهد تعدياً على قدسية الجامع الأموي ومكانته التاريخية، مما أثار موجة غضب واسعة. طالب ناشطون ومعلقون بمحاسبة السائق وكل من سمح له بدخول الحرم بهذه الطريقة، معتبرين ذلك إهانة للمكان وانتهاكاً لحرمة دور العبادة.
جاءت التعليقات غاضبة وحادة، حيث علق "أيمن طعمة": "يجب محاسبته ومحاسبة إدارة المسجد"، بينما كتب ياسر رجب: "من أمن العقاب أساء الأدب". وانتقد نصر فيكتوري قائلاً: "ما هو الإنجاز الذي حققته بدخولك السيارة لحرم المسجد؟ الناس تنظر لك بازدراء".
ركزت بعض التعليقات على مسؤولية الحراس والجهات الأمنية، حيث وصف أبو عمر الماشي الأمر بالمحزن والمخجل، وطالب بمحاسبة من سمح بالدخول. وتساءل "عبد الملك عبود" عن غياب عناصر الأمن الذين اعتقلوا سابقاً أشخاصاً داخل المسجد لأسباب أقل خطورة، قائلاً: "الغريب في الأمر: من هو هذا الشخص الذي يُسمح له؟ عندما زار الوزير الشيباني والوفد السعودي المسجد لم يدخلوا بسياراتهم".
وفي تعليق لاذع، عقب "عماد مصطفى": "حتى الجامع الأموي فقد مكانته كمركز للعبادة والعلم، وتحول إلى ساحة للاستعراضات الفارغة". أما "صبحي حليمة" فقد استخدم أسلوباً ساخراً للتنديد بما جرى، مؤكداً أن الجريمة موثقة بالصوت والصورة ولا مبرر للتهاون، محذراً من أن تجاهل الحادثة سيعد تفريطاً بهيبة الدولة وشرعيتها.
وبين الغضب والاستنكار، ظل السؤال الأبرز الذي يتردد بين الناس: من هو هذا الشخص الذي استطاع أن يدخل بسيارته إلى أحد أقدس وأعرق المساجد في العالم الإسلامي، ويغادر وكأن شيئاً لم يكن؟
زمان الوصل