الخميس, 10 يوليو 2025 01:31 AM

اعتقال راهبة لدعم فلسطين يثير تساؤلات حول الديمقراطية في بريطانيا

اعتقال راهبة لدعم فلسطين يثير تساؤلات حول الديمقراطية في بريطانيا

في الوقت الذي يواصل فيه البعض الإشادة بالديمقراطية كنظام حكم مثالي، شهدت بريطانيا، مهد الديمقراطيات، مشهداً يثير علامات الاستفهام. اعتقلت الشرطة البريطانية الراهبة المتقاعدة سوزانا (سو) بارفيت (83 عاماً) بالقرب من تمثال المهاتما غاندي، وذلك بسبب مشاركتها في احتجاج سلمي ضد حظر مجموعة «بالستاين آكشن» المناهضة لما وصفوه بـ "إبادة الفلسطينيين".

وفقاً لمصادر الشرطة، فإن سبب الاعتقال هو حمل الراهبة لافتة مكتوبة بخط اليد تعبر عن معارضتها للإبادة الجماعية ودعمها لـ «بالستاين آكشن». يرى مراقبون أن هذا الاعتقال يمثل اختباراً حقيقياً لحرية التعبير في بلد يعتبر نفسه رائداً في مجال الديمقراطية.

يشير منظرو الديمقراطية الغربيون إلى أن هذا النظام ليس بمنأى عن التدهور، وأن هشاشته تظهر عبر تآكل المؤسسات والمعايير التي يقوم عليها. يوضح كتاب «كيف تموت الديموقراطيات» لستيفن ليفيتسكي ودانييل زيبلات كيف يقوض "المستبدون المنتخبون" الديمقراطية من خلال الهيمنة على وسائل الإعلام وتغيير قواعد السياسة.

إن حظر «بالستاين آكشن» واعتقال الراهبة بارفيت يأتي في سياق تصنيف المجموعة كمنظمة "إرهابية" بموجب قانون الإرهاب لعام 2000، وذلك بعد سلسلة من الاحتجاجات ضد شركات تصنيع الأسلحة التي تزود الجيش الإسرائيلي. تضمنت هذه الاحتجاجات أضراراً بالممتلكات ورش الطلاء الأحمر على واجهات المؤسسات.

على الرغم من أن الأضرار بالممتلكات قد تعتبر جريمة، إلا أن تصنيف مجموعة مدنية كمنظمة إرهابية بسبب احتجاجاتها يشكل سابقة خطيرة. فالحظر يجعل من عضوية المجموعة أو دعمها جريمة قد تصل عقوبتها إلى السجن لمدة 14 عاماً.

تصف «بالستاين آكشن» نفسها بأنها "غير عنفية"، ويؤكد محاميها أن هدفها ليس إيذاء الناس، بل إحداث تغيير سياسي واجتماعي. ويرى مراقبون أن الخلط بين الاحتجاج السلمي والإرهاب يهدد بتقويض الحريات المدنية.

إن حظر «بالستاين آكشن» والاعتقالات الجماعية يمثلان مثالاً صارخاً على ازدواجية الغرب، الذي يدعي نشر الديمقراطية في الخارج بينما يقمع الحريات في الداخل. إن اعتقال سوزانا (سو) بارفيت يمثل رسالة قوية ضد التلاعب بالديمقراطية وقمع حرية التعبير.

مشاركة المقال: