الأربعاء, 17 سبتمبر 2025 09:27 PM

الأرصاد الجوية تحذر: انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة بسوريا مع توقعات بأمطار

الأرصاد الجوية تحذر: انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة بسوريا مع توقعات بأمطار

أفاد شادي جاويش، رئيس مركز التنبؤ المركزي بالمديرية العامة للأرصاد الجوية في سوريا، في تصريح لعنب بلدي، بأن منطقة شرق المتوسط ستتأثر بمنخفض جوي يبدأ اليوم الأربعاء 17 أيلول ويستمر حتى بداية الأسبوع القادم.

وأوضح جاويش أن فرص هطول الأمطار ستكون محصورة بالمناطق الساحلية في سوريا وأجزاء من المنطقة الوسطى، وتحديدًا في حمص وريفها. وأضاف أن أفضل فرصة لهطول الأمطار ستكون مساء الخميس وصباح الجمعة.

وذكر جاويش أن درجات الحرارة ستنخفض تدريجيًا يومي الأربعاء والخميس، على أن يصبح الانخفاض واضحًا خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما سيجعل الأجواء معتدلة نهارًا وباردة نسبيًا ليلًا.

وحذرت الأرصاد الجوية من الأجواء الباردة في المرتفعات الجبلية يومي السبت والأحد المقبلين، مع تغير مصدر الكتلة الهوائية. ومن المتوقع أن تستقر الأجواء مجددًا مع بداية الأسبوع القادم، مع ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة لتعود إلى معدلاتها الطبيعية لمثل هذا الوقت من السنة، وفقًا لتصريح جاويش لعنب بلدي.

وفي وقت سابق، كشف رئيس مركز التنبؤ المركزي لعنب بلدي عن توقعات بأمطار جيدة على المناطق الغربية من سوريا خلال النصف الثاني من شهر أيلول، في حين تكون فرصة الأمطار ضعيفة في المناطق الداخلية. وأشار جاويش إلى أن الهطولات ستكون حول المعدل لشهر أيلول في المناطق الغربية، إذ تتراوح من 30-50 ملم باختلاف المنطقة، مبينًا أن طبيعة الهطولات في فصل الخريف تكون غير متجانسة عادةً.

استبعاد الشتاء المبكر

استبعد جاويش حدوث شتاء مبكر في سوريا هذا الموسم من ناحية الحرارة والهطولات، إذ من المتوقع أن يتأخر الموسم المطري نسبيًا في معظم المناطق باستثناء الغربية، وفق ما تحدث به لعنب بلدي في وقتٍ سابق. كما يتأخر وصول الهواء البارد حتى نهاية العام تقريبًا، أي أن درجات الحرارة ستكون أعلى من معدلاتها لغاية شهر كانون الأول القادم، بحسب الراصد الجوي.

ولفت جاويش إلى أنه من المنتظر أن تكون فرص الهطول خلال فصل الشتاء جيدة، وفي حال وصول الهواء القطبي يتوقع حدوث هطولات ثلجية، ولكن بسبب بعد الفترة الزمنية يُكتفى حاليًا بمراقبة خرائط الطقس لثلاثة شهور قادمة (فصل الخريف).

وشهدت سوريا شتاءً جافًا للغاية لموسم 2024-2025، والذي وُصف بأنه "استثنائي" ولم يحدث منذ نحو سبعة عقود، ما نتج عنه أزمة مياه حادة نتيجة تأثر معظم الموارد المائية السطحية والجوفية وتراجع مناسيب تخازين السدود، وبالتالي انعكس سلبًا على واقع الري وتسبب بأضرار كبيرة في القطاع الزراعي.

التغيرات المناخية

طرأت التغيرات المناخية على سوريا منذ ما يقارب عشر سنوات، إذ حصل تغير في نمط وتوزيع وشدة الهطول المطري، إضافةً إلى التغيرات في عدد حالات الموجات الحارة التي تأتي في فصل الصيف، بحسب ما قاله جاويش لعنب بلدي في وقتٍ سابق. وشهدت السنتان الماضيتان موجات حر في فصل الربيع وتحديدًا في أيار، وهذه الموجات تسبب أذية بالمحاصيل الزراعية أكثر من موجات الحر التي تحدث في فصل الصيف.

وأوضح جاويش أن آثار التغيرات المناخية تزايدت خلال الفترة الأخيرة، ومن المتوقع تزايدها في الفترات المقبلة. ولا تقتصر هذه التغيرات على أنماط الهطول والجفاف فقط، إذ يمكن أن يصبح هناك هطولات فيضانية، فالهطول الغزير المؤدي لفيضان يسبب أذية في التربة والممتلكات العامة وحتى ضحايا.

وتلعب التغيرات المناخية دورًا حاسمًا في رسم اتجاهات محصول القمح السوري، فإلى جانب تحديات الحرب وتراجع الموارد، أدى تناقص معدلات الهطول المطري وعدم استقراره إلى سنوات جفاف قاسية، كانت بمثابة نقاط انهيار في الإنتاج، كما في سنوات 2018 و2021 و 2022، بينما جلبت سنوات تحسن فيها الهطول المطري بعض الوفرة بالإنتاج كما في عامي 2020 و 2023.

ورغم أن المعدل التقديري للهطول في عام 2025 لم يتراجع كثيرًا عن عام 2024، فإن تأخر الهطول نهاية عام 2024، وتقطعه هذا العام، أدى إلى تأثر المزروعات البعلية وقلق الفلاحين. ويقدر المعدل الوسطي للهطول في سوريا بين 300 و 350 ملم سنويًا، أما الموسم الماضي فالتقديرات في أفضل الأحوال وصلت إلى 210 ملم.

وتواصل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذيراتها من تأثير تغير المناخ والأنشطة البشرية الصناعية، إذ قالت إن "درجات الحرارة بصدد تجاوز المستويات القياسية على اليابسة وفي المحيطات، مع آثار مدمرة محتملة على النظم البيئية". وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حذرت في وقتٍ سابق من أن العالم سيشهد درجات حرارة قياسية هي الأعلى عبر التاريخ خلال السنوات من 2023 حتى 2027.

مشاركة المقال: