الجمعة, 4 يوليو 2025 04:18 AM

الأهالي في الأتارب ينتفضون ضد تجاوزات الأمن العام في حلب ومطالبات بمحاسبة المتورطين

الأهالي في الأتارب ينتفضون ضد تجاوزات الأمن العام في حلب ومطالبات بمحاسبة المتورطين

شهدت مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي، مساء اليوم الأربعاء، وقفة احتجاجية بدعوة من ناشطين وفعاليات مدنية، تعبيرًا عن استنكارهم لما وصفوه بانتهاكات ارتكبها عناصر من جهاز الأمن العام بحق عدد من شبّان المدينة أثناء تواجدهم في حلب.

المشاركون في الوقفة أعربوا عن رفضهم الشديد لما وصفوه بـ "الاعتداءات الفردية التي تُسيء للمؤسسات وتؤذي المواطنين".

الناشط المدني محمد عبيد أكد أن الوقفة جاءت للتأكيد على أن كرامة المواطن السوري حق مقدس لا يجوز التعدي عليه، مضيفًا: "نحن لا نريد ترك فراغات تستغلها جهات أمنية. نسعى لمؤسسات تحمي المواطنين وتضمن كرامتهم، ولا نقبل أن تتحوّل الأخطاء الفردية إلى ممارسات ممنهجة أو أدوات لترهيب الناس".

اعتداء في طريق مزدحم ومطالبات بالمحاسبة

يروي الشاب مرهف لطوف، أحد ضحايا الاعتداء، تفاصيل الحادثة قائلاً إنه أثناء تواجده مع أصدقائه في منطقة مزدحمة بحلب، قاموا بفتح الطريق، إلا أن عناصر من الأمن العام بدأوا بالصراخ عليهم. وعندما اعترض لطوف على أسلوب التعامل، تطورت الملاسنة سريعًا إلى اعتداء جسدي مباشر.

وأشار لطوف إلى أن شابين آخرين من الأتارب كانا مارّين في المنطقة وشاهدا ما يحدث، وحاولا التدخل للسؤال عمّا يجري، إلا أنهما تعرضا أيضًا للضرب من قبل العناصر الأمنية، الذين رفضوا الكشف عن هوية مسؤول الدورية.

وذكر لطوف أن أحد العناصر قال له بلهجة تهديدية: "لو لم تكن معاقًا لقطعت لك رجلك ومسحت فيك أرض حلب".

الاعتداء يمتد إلى مراكز أمنية

وتابع لطوف بأن محمد جبرائيل تدخّل ليوضح للعناصر أن لطوف مقاتل سابق وأُصيب خلال معارك ضد النظام، ومع ذلك واصلوا الاعتداء عليه، قبل أن يقتادوه إلى السيارة. هناك، تم نقله إلى "قسم الشهباء"، حيث لحقت بهم مؤازرة أمنية، وتم الاعتداء عليه مجددًا قرب دوار الصخرة.

وأضاف أنه تم تحويله لاحقًا إلى مقر يُعرف باسم "الكتلة الروسية"، وهناك تعرض لاعتداء آخر على يد المسؤول الأمني المعروف بلقب "أبو ياسين". وأشار إلى أن محاولات التهدئة بدأت في وقت لاحق، حيث تم التواصل معه مجددًا، والتقى بأبو ياسين، وتم الاتفاق على متابعة القضية ومحاسبة المتورطين، لضمان عدم تكرار الحادثة.

رفض لإعادة إنتاج ممارسات ما قبل الثورة

من جهته، قال الناشط المدني محمد شاكردي إن الوقفة جاءت كرد فعل طبيعي على الاعتداءات التي طالت مدنيين من الأتارب في حلب، مؤكداً أن "الثورة السورية انطلقت ضد هذه الممارسات، ولا نقبل بإعادة إنتاج أساليب النظام السابق تحت أي مسمى".

وأكد شاكردي أن الفعاليات المدنية في الأتارب ستواصل الدفاع عن حقوق المواطنين، وستطالب الجهات المسؤولة باتخاذ إجراءات رادعة لضمان حماية المدنيين ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.

دعوات للمحاسبة وإنهاء الإفلات من العقاب

واختُتمت الوقفة بدعوات صريحة لمحاسبة العناصر المتورطة في الاعتداءات، والتأكيد على أن كرامة المواطن السوري ليست محل تفاوض أو مساومة. كما شدد المحتجون على ضرورة بناء مؤسسات أمنية تحترم القانون وتلتزم بمبادئ العدالة، بعيدًا عن أساليب الاستبداد والهيمنة الأمنية.

مشاركة المقال: