الإثنين, 4 أغسطس 2025 09:40 PM

البامية الديرية: طبق يجسد أصالة الفرات وتراث دير الزور

البامية الديرية: طبق يجسد أصالة الفرات وتراث دير الزور

لا تزال "البامية الديرية" تحتفظ بمكانتها المرموقة كأحد أبرز الأطباق التقليدية في دير الزور وريفها، حيث تمتزج النكهة الفريدة بالتراث الشعبي العريق في طبق يحكي قصة الأرض والماء والنساء. تُعتبر البامية الديرية من الخضروات المتميزة التي تنمو على ضفاف نهر الفرات، وتشتهر بحجمها الصغير وحباتها الممتلئة، بالإضافة إلى نضارتها التي تعكس خصوبة التربة ووفرة المعادن في الماء. هذه المميزات الطبيعية، جنبًا إلى جنب مع أساليب الطهي التقليدية التي تناقلتها الأجيال من النساء، جعلت البامية الديرية طبقًا فريدًا من نوعه.

سر النكهة يكمن في مياه الفرات

في هذا السياق، أوضحت جواهر الساجي، من سكان ريف دير الزور – بلدة حوايج ذياب، في حديث لمنصة سوريا 24: "وصفة البامية الديرية تنتقل من الأمهات إلى البنات، حيث نختار البامية الطرية بعناية فائقة، ونغسلها جيدًا، ثم نطهوها مع لحم الضأن وعصير الطماطم، وأحيانًا نضيف الحامض حسب الرغبة، ولكن السر الحقيقي للنكهة يكمن في ارتوائها من مياه الفرات".

لمسات خاصة

من جهتها، أشارت روان الحسين، إحدى سيدات مدينة دير الزور، في حديث لمنصة سوريا 24، إلى أن البامية أصبحت ساحة للمنافسة الودية بين النساء في طريقة تحضيرها. وقالت: "لكل واحدة منا لمستها الخاصة، ولكن القاعدة الأساسية التي نتفق عليها جميعًا هي الاعتماد على الطريقة التقليدية في الطهي، ونكهات الجدات التي لا يمكن نسيانها". وأضافت روان أن الإقبال على البامية الديرية يزداد في الأسواق المحلية، خاصة في فصل الصيف، حيث يتضاعف الطلب عليها بسبب مذاقها المميز الذي لا يجده الناس في أي نوع آخر من الخضروات.

رمز من رموز الضيافة الديرية

أما ربا السليمان، فتؤكد أن هذا الطبق تحول إلى رمز من رموز الضيافة في دير الزور. وتقول: "لا تكاد موائد أهل المدينة تخلو من البامية، خاصة في المناسبات واستقبال الضيوف. إنها ليست مجرد طعام، بل تعبير عن الكرم وأصالة المطبخ الديري". وأضافت السليمان في حديث لمنصة سوريا 24: "تتفنن النساء هنا في تقديمها بطرق متنوعة، من طهيها بالسمن العربي إلى تقديمها مع خبز التنور الحار المسقي بمرقتها، إلى جانب اللبن الرائب والفليفلة الحلوة. والنتيجة دائمًا: وجبة متكاملة تعكس روح المكان".

يتفق أهالي دير الزور على أن البامية الديرية ليست مجرد طبق يقدم على المائدة، بل هي جزء من ذاكرة المدينة وهويتها، تحتفظ برائحتها في البيوت القديمة، وبصوت الطناجر على نار الحطب، وبالنكهة التي حملها نهر الفرات إلى موائد أهلها.

مشاركة المقال: