الثلاثاء, 12 أغسطس 2025 01:07 AM

الجمعية التاريخية السورية بحمص: نصف قرن من الحفاظ على التراث وذاكرة المدينة

الجمعية التاريخية السورية بحمص: نصف قرن من الحفاظ على التراث وذاكرة المدينة

منذ أكثر من خمسين عاماً، تواصل الجمعية التاريخية السورية في حمص مهمتها النبيلة في الحفاظ على الهوية الثقافية للمدينة وصون تراثها المادي واللامادي. تقوم الجمعية بذلك من خلال تنظيم فعاليات علمية وثقافية وميدانية تلقي الضوء على الأسواق القديمة، والفنون، والخط العربي، والعادات والتقاليد، والحرف اليدوية، وحتى الأمثال الشعبية التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من روح حمص.

أوضح رئيس الجمعية التاريخية في حمص وأحد مؤسسيها عام 1971، أستاذ التاريخ ياسر البيطار، في تصريح لمراسلة سانا، أن فكرة تأسيس الجمعية بدأت باجتماع 23 مدرّس تاريخ اتفقوا على هدف واحد: المحافظة على تاريخ البلاد وتراثها. وأضاف: "باشرنا منذ التأسيس بتنظيم فعاليات متنوعة تهتم بتاريخ المدينة ومعالمها، لكن المقر تعرض للدمار عام 2011، قبل أن يُعاد ترميمه وتأهيله عام 2018، لنستأنف نشاطنا من جديد".

وأشار البيطار إلى أن الجمعية تضم حالياً حوالي 200 عضو، وأن مقرها هو منزل تاريخي بُني في أواخر العهد العثماني من الحجر الأسود، وكان يوماً منزل الباشا عبد الحميد الدروبي. وأكد أن اختيار هذا المقر جاء نظراً لعراقته وارتباطه بجذور المدينة.

من جانبها، أكدت الدكتورة أمية العزي، نائب رئيس الجمعية، أن إعادة افتتاح المقر بعد الترميم أعادت معه روح العمل الجاد للحفاظ على تراث حمص. وأوضحت أن الفعاليات شملت تنظيم مسيرات تعريفية لأهم المعالم التاريخية مثل قصر الزهراوي وقصر مفيد الأمين، إضافة إلى المشاركة في فعاليات ثقافية وتراثية بالتعاون مع جمعيات وهيئات أخرى.

كما أشارت إلى أن الجمعية تنظم سلسلة محاضرات متنوعة الموضوعات، تسعى جميعها لتعميق الوعي بأهمية الحفاظ على التراث.

بدوره، قال عضو الجمعية خالد خيارة: إن الجمعية تسعى لإلقاء الضوء على جميع الجوانب التراثية لمدينة حمص، سواء المادية أو اللامادية، بما فيها الأسواق، الخط العربي، الفنون، العادات، التقاليد، الحرف، والأمثال الشعبية، داعياً إلى دعم الجمعية بكل الإمكانات المتاحة.

في حين أشار عضو ومسؤول الإعلام في الجمعية خالد الفرج إلى أن أبواب الانتساب مفتوحة لجميع الأعمار، وبيّن أن الترويج للفعاليات يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وموقع "عراقة وأصالة".

كما لفت عضو الجمعية محمد غازي حسين آغا إلى أن الجمعية قامت بطباعة عشرات الكتب التاريخية والثقافية والمنشورات، إضافة إلى دراسات وأبحاث دورية في تاريخ وآثار المدينة، وجميعها لأعضاء الجمعية.

وتستمر الجمعية التاريخية السورية في حمص، والتي تتبع أيضاً لاتحاد المؤرخين العرب في بغداد، بأداء دورها كحارس لذاكرة المدينة، مستندة إلى جهود أعضائها وتعاون المجتمع المحلي، لتبقى حمص حاضرة في الذاكرة التاريخية والثقافية لسوريا والعالم العربي.

اخبار سورية الوطن 2_سانا

مشاركة المقال: