الثلاثاء, 5 أغسطس 2025 04:08 PM

الداخلية السورية تصر على روايتها في قضية يوسف اللباد وتنفي التعذيب

الداخلية السورية تصر على روايتها في قضية يوسف اللباد وتنفي التعذيب

أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، أن وفاة الشاب يوسف اللباد لم تكن نتيجة للتعذيب على يد العناصر الأمنية. وفي تصريح لعنب بلدي اليوم الخميس 31 تموز، أوضح البابا أن سبب الوفاة يعود إلى سلوك عنيف قام به الشاب تجاه نفسه، حيث قام بضرب رأسه وجسمه بالحائط أثناء احتجازه في غرفة الحراسة التابعة للجامع، نافيًا أي اقتياد له إلى أي مركز احتجاز تابع للوزارة.

وأشار المتحدث إلى أن عناصر حرس الجامع الأموي في دمشق قاموا باعتقال اللباد بعد تلقيهم بلاغًا عن سلوكه الذي وصفه بغير المتزن ومشادات مع المصلين ورواد الجامع. وأضاف أن رواد الجامع حاولوا في البداية التفاهم معه، لكن اللباد ردّ عليهم بعنف، وتطور الأمر إلى هيجان وإغماء متكرر، مما استدعى تدخل الحراس.

ووفقًا للبابا، فإن حالة الغضب والإغماء المتكرر استمرت لدى اللباد بعد دخول عناصر الحرس، وهو ما وثقته كاميرات المراقبة والحضور. وأضاف أن العناصر تبين لهم أن الشاب يعاني من وضع صحي خاص، فقاموا باقتياده مصفدًا إلى خارج الجامع الأموي، نظرًا لمكانته الدينية والسياحية. وبرر البابا وضع الأصفاد لحماية اللباد من نفسه، خاصة بعد ازدياد حالة الغضب والهيجان عند اقتياده إلى الخارج، خوفًا من سحب السلاح لإيذاء نفسه والآخرين.

وأفاد البابا بأن العناصر طلبوا سيارة إسعاف فور وضع اللباد في غرفة الحراسة، إلا أنه توفي قبل وصول الطاقم الطبي.

توعد بالمتابعة

أكد نور الدين البابا أن الحادثة لا تزال قيد التحقيق، في انتظار تقرير الطبيب الشرعي الذي سيحدد أسباب انفعاله داخل الجامع ووجود الجروح والكدمات على جسده. وأضاف أن حالة الهياج التي انتابت الشاب غير طبيعية، مشيرًا إلى أن العناصر ليسوا جميعهم مدربين على التعامل مع هذه الحالة.

أثارت وفاة الشاب يوسف اللباد في 29 تموز موجة واسعة من الغضب والجدل في سوريا، بعد تسليم جثمانه لذويه وعليها آثار تعذيب، وسط اتهامات للأمن العام بتعذيبه خلال احتجازه في المسجد الأموي بدمشق. وأوضح أقارب ليوسف تحدثت إليهم عنب بلدي أن جثمانه كان يحمل كدمات ظاهرة على مختلف أنحاء جسده، ما يرجّح تعرضه للضرب، وهو ما يتقاطع مع صور للجثمان نشرت في مواقع التواصل. كما نفى أقاربه وجود وضع نفسي غير متزن أو تعاطيه للمخدرات.

ومع انتشار قضية يوسف، أثارت مخاوف من عودة ممارسات الاعتقال والوفاة تحت التعذيب، في ظل غياب المساءلة في مراكز الاحتجاز السورية. ووثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" مقتل 50 مدنيًا، بينهم طفلين وسيدتين، على يد القوات الحكومية خلال النصف الأول من العام الحالي، وسجلت الشبكة في تقريرها الصادر في 3 تموز الحالي، مقتل حالة على الأقل تحت التعذيب على يد القوات الحكومية خلال شهر حزيران الماضي.

قضية يوسف لباد تثير القلق بشأن التعذيب في سوريا
مشاركة المقال: