الأحد, 20 أبريل 2025 11:20 AM

الذكاء الاصطناعي في خدمة التراث السوري: هل ينجح في حمايته من المخاطر؟

دمشق-سانا: يواجه التراث الثقافي العالمي تحديات جمة، من آثار التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية إلى التدخلات البشرية. وفي سوريا، تتفاقم هذه المخاطر على وجه الخصوص بعد سنوات الحرب التي خلفت أضرارًا جسيمة.

الباحثة والمهندسة سندس عمر حميدي، المنسقة في جمعية إيكونوموس سوريا، أوضحت في حديث لوكالة سانا الثقافية أن المخاطر تشمل الظواهر الطبيعية كالأعاصير والزلازل، والعوامل البشرية مثل التوسع العمراني والنزاعات المسلحة التي تهدد المواقع الأثرية.

وأكدت حميدي أن مجرد تحديد المخاطر لا يكفي، بل يجب الحد منها أو إزالتها من خلال نشر الوعي بأهمية التراث، وتدريب الموظفين على التعامل مع حالات الطوارئ، ووضع خطط عمل مناسبة، ومراقبة تنفيذها وتقييمها، بالإضافة إلى دراسة إمكانية إدخال تحسينات.

وأشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل تقنية حديثة واعدة لصون التراث الثقافي، حيث يتيح استكشافه والتعرف عليه من قبل الجميع، وإدارة المخاطر المحيطة به. كما يمكن استخدام تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز وتطبيقات الميتافيرس لتقديم جولات افتراضية في المتاحف والمواقع الأثرية، مما يتيح للأفراد حول العالم استكشافها من منازلهم.

وأوضحت حميدي أن دور التقنيات الحديثة لا يقتصر على الترويج والزيارات، بل يمتد إلى التحليلات التنبؤية ونماذج التعلم الآلي للتنبؤ بالمخاطر المحتملة كالكوارث الطبيعية، مما يتيح اتخاذ تدابير استباقية لحماية المواقع التراثية. كما يمكن استخدامها في إنتاج المحتوى، وإعداد التقارير والملخصات، وإنشاء محتوى تسويقي، ومراجعة الأداء والتنبؤ به، والفحص البصري الآلي للكشف عن عيوب المباني التراثية بدقة عالية.

وتساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي أيضًا في تحديد الخسائر التي لحقت بالمواقع التراثية ومعالجتها، مثل الإصلاح والترميم، وتطوير أنظمة إنذار مبكر لحماية المواقع الأثرية، وإنشاء نماذج رقمية ثلاثية الأبعاد للمواقع التراثية، وتطوير حلول ترميم دقيقة باستخدام التقنيات الحديثة.

إلا أن حميدي حذرت من الآثار السلبية المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، مثل استغلاله في أنشطة غير قانونية تهدف إلى تحقيق مكاسب ربحية تسيء إلى التراث. ودعت إلى اتخاذ تدابير وقائية للكشف عن هذه المخاطر والتصدي لها.

واختتمت حميدي حديثها بالتأكيد على أن جهود الباحثين والمتطوعين المهتمين بالتراث الثقافي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ستكون مرجعًا أساسيًا للعالم، للتعريف بحضاراتنا ونقلها للأجيال القادمة وكأنهم يعيشون الماضي بكل تفاصيله.

تابعوا أخبار سانا على ا و

مشاركة المقال: