في استجابة مباشرة لتقرير نشره موقع "سوريا 24" في منتصف تشرين الأول الماضي، حول تفاقم ظاهرة تجفيف المحاصيل على الطرقات في الرقة، أعلنت لجنة الزراعة عن اتخاذ سلسلة من الإجراءات العاجلة لمعالجة أزمة الذرة الصفراء التي تعيق حركة المرور وتثير استياء السكان والسائقين.
على الرغم من التحذيرات والقرارات المحلية السابقة، استمرت الأزمة مع بداية موسم الحصاد، حيث لجأ العديد من المزارعين إلى استخدام الطرق العامة لتجفيف محاصيلهم بسبب نقص البدائل وارتفاع تكاليف المجففات. للتخفيف من هذه المشكلة، أعلنت لجنة الزراعة عن تشغيل مجفف الذرة الصفراء بسعر 12 دولارًا للطن الواحد.
إلا أن تكاليف النقل المرتفعة، التي تتجاوز 20 دولارًا للطن، تثني الكثير من المزارعين عن استخدام المجفف، معتبرين أن التكلفة الإجمالية تفوق قدرتهم الاقتصادية. وفي تصريح لـ"سوريا 24"، قال المزارع علي العيسى: "نحن مضطرون لوضع الذرة على الطرقات لعدم وجود بدائل حقيقية، والمجففات مكلفة رغم توفرها."
وأشار المزارع محمد الكردي، من ريف الرقة، إلى أن التجفيف على الطرقات يؤثر سلبًا على جودة المحصول، موضحًا: "وضع الذرة على الإسفلت يلوث الحبوب ويقلل من قيمتها، ونحن نضطر لذلك لعدم وجود مكان بديل للتجفيف بسرعة."
من جانبهم، يعاني سكان المدينة من الازدحام المروري والحوادث الناتجة عن انتشار المحاصيل على الطرق. وأوضح المواطن عدي العاصي أن بعض السائقين يتعمدون دهس الذرة، ما يزيد التوتر بين السكان والمزارعين.
وفي محاولة لضبط الوضع، أصدرت إدارة الأمن الداخلي قرارًا بمنع نشر الذرة الصفراء على الطرق الرئيسية، مع فرض غرامة مالية قدرها 500 ألف ليرة سورية على المخالفين. ومع ذلك، لم يتم تنفيذ القرار بشكل كامل، واستمرت الشوارع مغطاة بالمحاصيل.
يتطلب حل هذه المشكلة تعاونًا جادًا بين الجهات المعنية والمزارعين، من خلال دعم إنشاء مجففات إضافية منخفضة التكلفة وتخصيص مساحات مناسبة لتجفيف المحاصيل بعيدًا عن الطرقات.
تبقى أزمة تجفيف الذرة في الرقة تعكس الضغوط الاقتصادية التي يواجهها المزارعون ونقص البنية التحتية الزراعية. تحرك لجنة الزراعة هو خطوة أولى، لكن نجاحه يعتمد على التطبيق الفعلي والمتابعة المستمرة لضمان حلول مستدامة توازن بين مصالح المزارعين والسلامة العامة.