الجمعة, 21 نوفمبر 2025 01:38 AM

الرقة: قصة الطفل إبراهيم العيد - بين قسوة العمل وحلم العودة إلى مقاعد الدراسة

الرقة: قصة الطفل إبراهيم العيد - بين قسوة العمل وحلم العودة إلى مقاعد الدراسة

في قرية الجلاء بريف الرقة الشمالي، يواجه الطفل إبراهيم العيد وعائلته تحديات اقتصادية جمة، مما أثر سلبًا على تعليمه وحياته اليومية. إبراهيم، البالغ من العمر اثني عشر عامًا، يحلم بالالتحاق بالمدرسة مثل أقرانه، لكن الظروف المعيشية الصعبة أجبرت أسرته على تأجيل تعليمه مؤقتًا على أمل تحسن الأوضاع.

تعتمد الأسرة في معيشتها على الزراعة، التي تكبدت خسائر فادحة في السنوات الأخيرة بسبب نقص الدعم للمزارعين. هذا الوضع دفع إبراهيم للبحث عن عمل لمساعدة أسرته، رغم رغبته الشديدة في مواصلة تعليمه. يرافق إبراهيم شقيقه إلى الأسواق الشعبية في قرى ريف الرقة، حيث يعملان في إصلاح الأحذية بأدوات بسيطة، مما يوفر دخلًا متواضعًا للأسرة.

على الرغم من ساعات العمل الطويلة، لا يزال إبراهيم متمسكًا بحلمه في العودة إلى الدراسة. يقول إبراهيم لموقع سوريا 24: "أذهب إلى الأسواق مع أخي لإصلاح الأحذية، وأساعد والدي بدخل بسيط في مصاريف المنزل." قصة إبراهيم تعكس معاناة العديد من الأطفال في المناطق الريفية، الذين تضطرهم الظروف الصعبة إلى ترك الدراسة مؤقتًا لإعالة أسرهم، مع بقاء الأمل في مستقبل أفضل.

من جانبه، يؤكد المرشد التربوي السابق محمد العلي، في تصريح لسوريا 24، أن تفاقم ظاهرة عمالة الأطفال يمثل تحديًا مجتمعيًا كبيرًا، ويتطلب تضافر الجهود لإيجاد حلول مستدامة تعيد الأطفال إلى مدارسهم وتساعد الأسر على تجاوز أزماتها الاقتصادية. ويضيف: "لا يمكن إصلاح التعليم دون تحسين البيئة الاقتصادية والاجتماعية. فالتعليم أساس المستقبل، ومن مسؤوليتنا دعم الأطفال وحثهم على الاستمرار في تعليمهم."

تبقى عمالة الأطفال إحدى أبرز المشكلات التي تواجه مجتمع الرقة، في ظل استمرار الظروف المعيشية الصعبة التي تدفع الأطفال إلى تحمل مسؤوليات تفوق أعمارهم.

مشاركة المقال: