الجمعة, 4 يوليو 2025 04:58 PM

الريشة الطائرة في سوريا: تحديات التحكيم وتطلعات التوسع رغم الصعوبات

الريشة الطائرة في سوريا: تحديات التحكيم وتطلعات التوسع رغم الصعوبات

على الرغم من الانتشار المحدود لرياضة الريشة الطائرة في سوريا مقارنة بغيرها من الرياضات الجماعية والشعبية، إلا أنها تسعى جاهدة لتوسيع قاعدة ممارسيها وبناء جيل جديد من اللاعبين المتميزين. تواجه هذه الرياضة تحديات كبيرة تعرقل تقدمها، وعلى رأسها ضعف الدعم التحكيمي وندرة البطولات المحلية، خاصة بعد التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد في مطلع عام 2024.

ركود ما بعد التغيير

منذ سقوط النظام السوري في 8 كانون الأول 2024، شهدت رياضة الريشة الطائرة حالة من الركود، مع غياب شبه كامل للبطولات والفعاليات الرسمية. تعمل وزارة الرياضة والشباب حاليًا على إعادة هيكلة القطاع الرياضي، وكان من أولى خطواتها انتخاب خلود بيطار رئيسة لاتحاد الريشة الطائرة، في محاولة لإنعاش هذه الرياضة وإعادتها إلى النشاط.

التحكيم.. جهود فردية في بيئة صعبة

في حديث لعنب بلدي، أوضحت وصال حمود، رئيسة اتحاد الريشة الطائرة الفلسطيني في سوريا والحكم المعتمد منذ عام 2017، أن أبرز المشاكل التي تواجه الحكام في سوريا هي ضعف الأجور. وقالت: "الأجور للحكام كانت لا تغطي حتى تكاليف التنقل، ورغم مطالباتنا المتكررة برفعها، فإن الاستجابة كانت مؤجلة على الدوام". وأضافت حمود أن الاتحاد السوري كان ينظم ورشات تأهيل بشكل منتظم للحكام، لكن ضعف العائد المادي وعدم وجود بطولات كافية شكّلا عائقًا أمام استمرارية تطوير الكوادر. كما أشارت إلى وجود حالات يحصل فيها بعض المشاركين على الشهادات دون تطبيق عملي في البطولات، ما يضعف كفاءة التحكيم.

المرافق الرياضية تزيد الضغوط

تمثل الظروف داخل الملاعب تحديًا آخر، إذ أشارت حمود إلى أن بعض الصالات غير مجهزة بشكل مثالي، قائلة: "عند فتح أبواب القاعة في أثناء المباريات، يدخل تيار هوائي قد يغيّر مسار الريشة، ما يؤدي إلى خلافات بين اللاعبين والحكام". كما أشارت إلى أن الحكام يتحملون مسؤولية توفير مستلزمات التحكيم خلال فترات التدريب، مثل الزي الرسمي والبطاقات والمعدات الأساسية، في ظل غياب أي دعم مخصص لهذه الجوانب خارج أيام البطولات.

فرص التطور والمشاركة الخارجية

إن تراجع عدد البطولات المحلية يؤثر سلبًا على فرص الحكام في تطوير مهاراتهم أو الترقية إلى درجات أعلى، بحسب ما أوضحته حمود. وأضافت أن الاتحاد الرياضي السوري يوفر فرصًا للمشاركة الدولية، لكنها تبقى محدودة للغاية. واختتمت حديثها بالتأكيد على التزام الحكام السوريين بالحيادية التامة خلال المباريات، مشيرة إلى أن جميع القرارات تخضع للقوانين الدولية، وأن أي خطأ، سواء من اللاعب أو الحكم، يُعالج ضمن أطر قانونية واضحة.

مشاركة المقال: