الجمعة, 18 يوليو 2025 09:53 PM

السويداء: دعوات للتهدئة وعودة الدولة في ظل تصاعد التوترات

السويداء: دعوات للتهدئة وعودة الدولة في ظل تصاعد التوترات

كتب محمد نزال: السويداء جزء لا يتجزأ من الجمهورية العربية السورية، ولا يمكن لأي طرف، تحت أي ذريعة، فصلها عن الدولة. يظهر التاريخ السياسي الحديث أنه لم يتم تسجيل أي حالة انفصال ناجحة لمنطقة عن دولتها، خاصة إذا كانت تفتقر إلى أبسط مقومات الاستقلال الذاتي. الشعب السوري، بكل مكوناته، يرفض أي محاولات للانفصال أو التقسيم.

تعكس التحركات العشائرية الأخيرة في بعض مناطق الجنوب حالة غضب مبرر تجاه مظالم موثقة وانتهاكات خطيرة طالت الأعراض والحرمات، والتي ارتُكبت تحت غطاء التعامل مع أطراف خارجية معادية. هذا النزاع يبرز نتائج غياب الدولة ومؤسساتها الأمنية، ويؤكد على الضرورة الملحة لعودتها لحماية المواطنين، وفرض القانون، ومنع انزلاق الأمور نحو نزاع أهلي مدمر.

يواجه المشهد الاجتماعي في السويداء اليوم منعطفاً خطيراً نتيجة للخطاب المتوتر والسياسات الطائشة التي تبناها الهجري، والتي قد تترك تداعيات عميقة على العلاقة بين أبناء المحافظة وبقية مكونات الشعب السوري، وعلى صورتهم الإقليمية لسنوات طويلة قادمة.

الفوضى الحالية، في ظل غياب الدولة، تشكل بيئة خصبة لتدخلات خارجية خطيرة، وفي مقدمتها الكيان الإسرائيلي، الذي يسعى لاستثمار حالة عدم الاستقرار وتوسيع نفوذه داخل سوريا. هذا يتعارض تماماً مع الاستراتيجية الوطنية السورية القائمة على تجنب المواجهات العبثية والتركيز على إعادة بناء الدولة واستعادة الأمن والاستقرار على كامل الجغرافيا السورية.

المطلوب اليوم هو تحكيم العقل وتحمل الجميع مسؤولياتهم لوقف النزاع ومنع تفاقمه، وتوفير الأرضية لعودة الدولة ومؤسساتها، حفاظاً على وحدة البلاد وصوناً لمستقبل سوريا الآمن والمستقر.

مشاركة المقال: