الأحد, 9 نوفمبر 2025 12:18 AM

السويداء: طلاب الثانوية يتقدمون للامتحانات وسط قلق بشأن الاعتراف بالشهادات

السويداء: طلاب الثانوية يتقدمون للامتحانات وسط قلق بشأن الاعتراف بالشهادات

بدأ طلاب الشهادة الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي اليوم السبت امتحاناتهم التي تعذر عليهم تقديمها في شهر تموز الماضي، وذلك نتيجة للأحداث الدامية التي شهدتها محافظتهم، والتي أدت إلى تأجيل الامتحانات عدة مرات.

وكان الطلاب قد بدأوا امتحاناتهم في 12 تموز، قبل أن يتم تأجيلها مرة أخرى حتى إشعار آخر، بسبب التوترات الأمنية والأحداث الدامية التي مرت بها المحافظة. وقد عاش الطلاب خلال هذه الفترة ظروفاً مأساوية، بما في ذلك النزوح وفقدان أفراد من عائلاتهم، بل وفقدان بعض الطلاب لحياتهم.

أمام أحد مراكز الامتحانات، كان والد إحدى الطالبات ينتظرها، وأشار في حديث مقتضب مع مراسلة سناك سوري إلى أن الطلاب، بمن فيهم ابنته، تحملوا عبء الوضع الأمني. وأضاف، متحدثاً عن نزوح عائلته من قرية الثعلة، أنه رغم الظروف الصعبة، شجع ابنته على مواصلة الدراسة وعدم التوقف. وقال: "التجهيل سلاح قاتل لا أرضاه لأولادي، لذا تعاونا للحصول على الكتب التي احترقت في منازلنا وبدأ طلابنا من نقطة الصفر".

"رضوى"، وهي طالبة في الصف الثالث الثانوي الأدبي، أعربت عن قلقها الواضح بشأن الاعتراف بالامتحانات، نظراً للوضع الذي تعيشه السويداء، حيث أن إجراء الامتحانات هو قرار محلي، معربة عن أملها في الاعتراف بالنتيجة. وأشارت إلى أن مديرية التربية، في بيان لها، ذكرت أنه تم تزويد مراكز الامتحان بكاميرات مراقبة "غير متصلة بالإنترنت" بهدف توثيق العملية الامتحانية، وأن التسجيلات سيتم حفظها على ذواكر داخلية وتفريغها بشكل يومي. وأعربت عن أملها في أن يكون هذا الإجراء ضمانة للشفافية وحماية لحقوق الطلاب في حال الحاجة إلى مراجعة النتائج، لضمان الاعتراف بهذه الشهادة التي تعني الكثير لمستقبل الطلاب.

"صفاء"، التي لم تنجح في امتحانات الفرع العلمي عام 2024، ذكرت أنها أمضت عاماً كاملاً في التحضير والدراسة، ولكن الأحداث أضافت أشهراً أخرى إلى سنتها الدراسية الثانية، مع خوف كبير يلازمها، وتقول إنه أصبح سمة حياتها منذ تموز. وأضافت: "تحملنا كطلاب صعوبات كبيرة، أولها الأمن والاستقرار، لكننا لن نترك العلم رغم المعاناة، وقد درست بكل ما لدي من طاقة، فالشهادة من حقي كي أنتقل لأي جامعة في أي مكان من العالم".

بسبب الأوضاع الأمنية، تم حصر إجراء الامتحانات داخل مدينة السويداء، مما يضطر الطلاب القادمين من القرى والبلدات النائية إلى التنقل يومياً لمسافات طويلة. وفي المقابل، ساهم المجتمع الأهلي والجمعيات في دعم نقل الطلاب في عدة قرى بالمجان.

وقال المسؤول الإعلامي في مديرية التربية في السويداء، ملهم علم الدين، لموقع "العربي الجديد"، إن التربية "سوف توثّق كامل العملية بالصور والفيديو، مع اتّخاذ كلّ الإجراءات الاحترازية والرقابية لضمان النزاهة والشفافية"، مضيفاً أنّ "التصوير سوف يكون مباشرة أمام الجهات التي جرى التنسيق معها، بما يتيح لاحقاً المطالبة بالاعتراف بالشهادات الصادرة عن هذه الدورة".

ولم تعلّق وزارة التربية والتعليم على موضوع الامتحانات في السويداء حتى ساعة إعداد هذا الخبر.

مشاركة المقال: