الخميس, 13 نوفمبر 2025 08:24 PM

العملات الرقمية تدخل معركة الذهب: عصر جديد للاستثمار يتشكل

العملات الرقمية تدخل معركة الذهب: عصر جديد للاستثمار يتشكل

واشنطن-سانا - يشهد العالم منذ بداية عام 2025 ما يمكن وصفه بـ "حمى الذهب"، حيث دفعت الارتفاعات الكبيرة في الأسعار مختلف المستثمرين، بدءًا من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار الكبرى، وصولًا إلى الأفراد والعملات المشفرة، إلى زيادة ممتلكاتهم من المعدن الثمين.

في هذا السياق، برزت عملة (تيثر) القادمة من هونغ كونغ، حيث أعلنت عن امتلاك احتياطيات ذهبية قياسية بلغت 12.9 مليار دولار في أيلول الماضي، أي ما يعادل 104 أطنان من الذهب الفعلي. تضاعفت قيمة هذه الاحتياطيات منذ بداية العام، مع وتيرة شراء تتجاوز طنًا واحدًا أسبوعيًا، مما جعل (تيثر) من بين أكبر مشتري الذهب في العالم. يشكل الذهب حوالي 7% من إجمالي أصول الشركة، التي تبلغ 180 مليار دولار، مما يدل على أن حتى العملات الرقمية لم تستطع تجاهل دور الذهب التقليدي كملاذ آمن.

تعمل شركة Tether Holding حاليًا على توسيع محفظتها من خلال إطلاق عملة مستقرة جديدة باسم USAT مخصصة للمقيمين في الولايات المتحدة، في خطوة تهدف إلى تعزيز وجودها في السوق الأمريكية والاستفادة من البيئة التنظيمية الجديدة.

سباق العملات الرقمية

أحدثت شركة Bitwise ضجة كبيرة بإطلاقها أول صندوق تداول مباشر (ETF) لعملة سولانا في الولايات المتحدة، مما منحها الأسبقية في سوق صناديق الـAltcoin ودفع المنافسين إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم. جذب الصندوق حوالي 420 مليون دولار خلال أسبوع واحد، وتوقعت جيه بي مورغان أن تستقطب صناديق Altcoin ما يقارب 14 مليار دولار خلال الأشهر الستة الأولى، منها 6 مليارات لصناديق سولانا وحدها.

يعكس هذا السباق التنافس الشديد بين المؤسسات المالية الكبرى للاستفادة من الاهتمام المتزايد بالعملات الرقمية، في ظل تعطل جزئي للرقابة التنظيمية الأمريكية، مما أتاح المجال لتوسع منتجات مبتكرة دون الحاجة إلى موافقات رسمية.

السياسة والعملات الرقمية

أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشكيل العلاقة بين السياسة والعملات المشفرة، حيث أطلق خلال ولايته الثانية عملته الخاصة $TRUMP التي ارتفعت قيمتها بسرعة إلى 14 مليار دولار، متجاوزة العديد من العملات التقليدية. هذا التحول من موقف معارض للعملات الرقمية إلى دعم قوي لها، يظهر التداخل المعقد بين السياسة والاستثمار الرقمي، ويوضح كيف يمكن للشخصيات السياسية أن تؤثر في السوق.

أنواع العملات الرقمية

يمكن تصنيف العملات الرقمية إلى أربعة أنواع رئيسية:

  • عملات الدفع المشفرة: مثل البيتكوين، تُستخدم كوسيلة للتبادل وتُعرف بـ "الذهب الرقمي" نظرًا لمحدودية إصدارها (21 مليون وحدة).
  • رموز الخدمة (Utility Tokens): مثل الإيثريوم، تدعم العقود الذكية والتطبيقات اللامركزية، مع آلية انكماش تقلل المعروض وتزيد القيمة على المدى الطويل.
  • العملات الميمية (Memecoins): مثل دوغكوين وعملة ترامب، تعتمد قيمتها على الدعم المجتمعي والزخم الإعلامي، وتتميز بتقلبات عالية.
  • العملات المستقرة (Stablecoins): مثل (تيثر) USDT، مصممة لمواكبة قيمة الدولار أو الذهب، وتوفر استقرارًا نسبيًا مقارنة بالعملات الأخرى.

مخاطر العملات الرقمية

على الرغم من الفرص الواعدة، يظل سوق العملات المشفرة محفوفًا بالمخاطر، أبرزها غياب الضمانات الحكومية والمصرفية، وتقلبات حادة قد تؤدي إلى خسائر كبيرة في غضون ساعات، ومخاطر قانونية وأمنية تشمل الاحتيال والانتحال وسرقة المحافظ الرقمية، واعتماد القيمة على الشهرة والدعم السياسي أكثر من الأسس الاقتصادية.

تشير التوقعات إلى أن القيمة السوقية العالمية للعملات المشفرة ستبلغ 5.5 تريليونات دولار بحلول عام 2032، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 10.2%، كما سيصل عدد المستخدمين إلى 861 مليونًا بحلول نهاية عام 2025، مع انتشار عالمي يقدر بـ 11.02%. لم تعد العملات المشفرة مجرد أصول رقمية، بل أصبحت جزءًا من السباق العالمي على الملاذات الآمنة إلى جانب الذهب. ومع اشتداد المنافسة بين المؤسسات المالية الكبرى وصعود تأثير الشخصيات السياسية، يظل الاستثمار فيها فرصة واعدة ولكنه محفوف بالمخاطر، مما يستلزم دراسة دقيقة واختيار منصات موثوقة وفهم طبيعة كل عملة قبل اتخاذ قرار الشراء.

مشاركة المقال: