الإثنين, 20 أكتوبر 2025 08:21 PM

العنف الجامعي في سوريا: تهديد لمستقبل التعليم ودعوات لحماية الجامعات

العنف الجامعي في سوريا: تهديد لمستقبل التعليم ودعوات لحماية الجامعات

نورمان العباس – دمشق

تشهد الجامعات السورية تصاعداً في حوادث العنف، مما يعكس استمرار تأثيرات الحرب على البيئة الأكاديمية. يرى مراقبون أن هذه الأحداث تمثل تحدياً كبيراً للجامعات، حيث تهدد رسالتها التعليمية وتحولها إلى ساحة للصراعات، مما يؤثر سلباً على مستقبل التعليم العالي ومكانة سوريا إقليمياً ودولياً.

وقائع مؤسفة

شهدت جامعة دمشق وقفة احتجاجية لأعضاء الهيئة التدريسية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، استنكاراً لمحاولة اغتيال عميد الكلية الدكتور علي اللحام، بعد اقتحام مسلحين للحرم الجامعي وإلقاء قنبلة يدوية. رفع المشاركون شعارات تطالب بوقف العنف وحماية الكوادر الأكاديمية والحفاظ على حرمة الجامعات.

كما تعرض المدرس الجامعي في جامعة "حلب الحرة"، الدكتور مسلم اليوسف، لمحاولة اغتيال في خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، ونجا منها. وتزامنت هذه الأحداث مع تقارير عن استهداف طلاب دروز في السويداء، مما يظهر تأثر الجامعات بالوضع العام في البلاد.

تحذيرات

يرى الدكتور تيسير المصري، رئيس قسم المحاسبة في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، أن انتشار السلاح وغياب العقوبات الرادعة، بالإضافة إلى اللجوء إلى الحلول العشائرية، هي الأسباب الرئيسية للعنف الجامعي. ويضيف أن الخلفيات الفكرية والثقافة الاجتماعية السائدة، وضعف دور الأجهزة الأمنية، تساهم في تفاقم المشكلة.

ويحذر المصري من أن هذا الانفلات يؤثر سلباً على مكانة الجامعات وهيبة الأستاذ الجامعي، مما أدى إلى تراجع تصنيف الجامعات السورية عالمياً وانخفاض الثقة بشهاداتها. كما يحذر من هجرة الكفاءات الأكاديمية، مما يخلق عجزاً في الكوادر التدريسية.

"فساد"

عقب حادثة استهداف عميد كلية الآداب، أعرب وزير التعليم العالي مروان الحلبي عن أسفه، وأشار إلى متابعة التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. ولم تعلن وزارة الداخلية أو وزارة التعليم العالي أي تفاصيل إضافية حول التحقيقات.

من جانبه، يربط الدكتور مجدي الجاموس من كلية الاقتصاد في درعا، تفاقم العنف بتراجع احترام قيمة العلم والمدرس الجامعي، والفساد الذي طال المؤسسات التعليمية. ويضيف أن تردي الأوضاع الاقتصادية دفع بعض الطلاب إلى الانتساب للأجهزة الأمنية، مما أضعف العلاقة التربوية مع أساتذتهم.

ويرى الجاموس أن الحل يبدأ بإعادة الاعتبار للثقافة الجامعية وقيمة المدرس والعلم، وفرض عقوبات رادعة على المخالفين.

دعوات لإجراءات عاجلة

يحذر الدكتور عبدالرحمن محمد، أستاذ التمويل والمصارف في كلية الاقتصاد بجامعة حماة، من أن الجامعات السورية تواجه تهديداً وجودياً، ويدعو إلى تعاون مشترك بين الحكومة والجامعات والمجتمع المدني لحمايتها.

ويشدد محمد على أهمية إنشاء وحدات أمنية متخصصة داخل الحرم الجامعي، وإصدار تشريعات تجرّم العنف الجامعي، وإطلاق حملات توعوية تعزز ثقافة الحوار واحترام الآخر. ويؤكد أن السلاح غير المنضبط والعنف العشوائي يمثلان خطراً كارثياً على التعليم العالي.

تحرير: معاذ الحمد

مشاركة المقال: