الأحد, 8 يونيو 2025 08:05 PM

العيد في زمن الشاشات: كيف استبدلت ألعاب الموبايل فرحة المراجيح للأطفال السوريين؟

العيد في زمن الشاشات: كيف استبدلت ألعاب الموبايل فرحة المراجيح للأطفال السوريين؟

في الماضي، كان العيد يعني ملابس جديدة، مصروف الجيب، والانطلاق نحو المراجيح أو مدن الملاهي. اليوم، المشهد مختلف تمامًا: أطفال منعزلون، أعينهم مثبتة على شاشات الهواتف، يتبادلون روابط الألعاب الإلكترونية بدلًا من الحلويات.

سناك سوري-خاص

مع ازدياد الصعوبات المعيشية، وصعوبة الوصول إلى مدن الملاهي، وتراجع المراجيح، وجد الأطفال بديلًا رقميًا يعوضهم قليلًا عما فقدوه في الواقع. لميس، أم لطفلة في العاشرة، تقول إنها تخاف من ترك ابنتها تلعب في الشارع، ولم تتمكن من اصطحابها إلى مدينة الملاهي بسبب الزحام. لذا، تمنحها الهاتف لتلعب به دون قيود، والمفاجأة أن ابنتها لم تعترض، بل أبدت سعادة كبيرة.

لكن سعادة الطفلة تقابلها تأنيب ضمير الأم، التي تدرك مخاطر قضاء ابنتها نحو 4 ساعات يوميًا على الهاتف، ومع ذلك لا تمتلك بديلاً آخر. في إحدى القرى النائية، اجتمع أولاد العمومة بعد غياب طويل، وكان من المفترض أن يلعبوا في باحة منزل الجدين، لكن كل واحد منهم أمسك بهاتف والديه وجلسوا يلعبون بالألعاب الإلكترونية، كما يقول “شادي” والد لطفلين.

يضيف الأب أنه كلما طلب إليهما التوقف واللعب خارجًا، يتأففون ويرفضون، كونه لم يمنحهم شيئًا من بهجة العيد هذا العام، لا ملابس جديدة ولا حلويات. ويضيف: «تمامًا مثل الماضي لا يوجد نقود لتعويض الأطفال ولو قليلاً، ورغم أن مدن الملاهي رخيصة نسبياً إلا أنها بعيدة والتنقل صعب في العيد لسكان القرى النائية فالمواصلات لا تعمل إلا بالحد الأدنى».

خطورة الموبايل.. الشاشة ليست الحل الوحيد

ربما فرضت طبيعة الحياة على السوريين نمطًا مختلفًا من مظاهر العيد. ورغم لجوء العديد من الأهل لتعويض أطفالهم بالموبايل والسماح لهم باستخدامه فترة طويلة كنوع من العيدية، إلا أن الأمر ينطوي على مخاطر كبيرة بحال ازدادت فترة اللعب بالموبايل.

يحذر استشاري طب الأطفال في مشفى سدرة بقطر، “محمد عطا حندوس رحال”، من التأثير السلبي للشاشات على أدمغة الأطفال، ويضيف في تصريحات نقلتها الجزيرة، أن قضاء وقت طويل على الموبايل يمكن أن يؤثر على مهارات القراءة والكتابة، كذلك على التحكم العقلي والتنظيم الذاتي، ما يؤدي إلى تباطؤ السرعة الإدراكية لدى الطفل.

ويوصي الطبيب بعدم استخدام الأطفال تحت سن العامين للموبايلات، أما الأطفال الأكبر من ذلك فيمكن أن يستخدموا الموبايل بشرط ألا تزيد المدة عن ساعة يوميًا. ورغم أن الهواتف باتت “الهدية السهلة” التي يلجأ إليها كثير من الأهالي خصوصاً من لا يمتلكون النقود لخلق بدائل ترفيهية أخرى، إلا أن تعويض ألعاب العيد الفيزيائية لا يعني بالضرورة تسليم الطفل الهاتف طيلة الوقت، إذ يمكن ابتكار العديد من الأنشطة التفاعلية غير المكلفة والممتعة في وقت واحد.

مثلاً تنظيم مسابقة مشتركة بين الأهل والأطفال لرسم خاروف العيد، أو المشاركة في صنع كعكة منزلية، وحتى ممارسة ألعاب مثل الغميضة أو أي ألعاب ذكاء أخرى على الورق، وهناك الكثير من الأفكار التي يمكن للأهل القيام بها انطلاقاً من مواهب أطفالهم وتفضيلاتهم.

مشاركة المقال: