الجمعة, 21 نوفمبر 2025 12:10 AM

الغذاء والمرض: كيف أثرت الوجبات السريعة على صحة السوريين؟

الغذاء والمرض: كيف أثرت الوجبات السريعة على صحة السوريين؟

تتغير عاداتنا الغذائية بسرعة فائقة، حيث ننتقل من مطابخ تعتمد على الطهي البطيء إلى وجبات سريعة تفتقر إلى العناصر الغذائية وتختلف عن بيئتنا الغذائية. تتسلل مكونات غير مألوفة، غنية بالدهون والصوديوم، إلى موائدنا اليومية دون أن نعي الأثر الصحي المتراكم لكل وجبة. تتسع الفجوة بين غذائنا التقليدي والاستهلاك الحالي، مما يحول العادات الغذائية إلى صراع خفي يدفع الجسد ثمنه.

بين مطابخ الأمس ووجبات اليوم… معركة صامتة على صحة السوريين

لم يكن التغير في العادات الغذائية عفوياً، فالطعام المنزلي الذي يعتمد على مكونات محلية قد تراجع لصالح الوجبات الجاهزة التي تعتمد على الزيوت المهدرجة والمواد الحافظة والنكهات المصنعة. هذا التحول أدى إلى أزمة صحية تتمثل في الإرهاق المزمن، ضعف المناعة، زيادة الوزن، وظهور أمراض لم تكن شائعة من قبل. المطبخ السوري التقليدي، خاصة في الأرياف، يقدم نموذجاً غذائياً غنياً بالألياف والفيتامينات والعناصر الطبيعية مثل البرغل، الحمص، العدس، الزيت البلدي، الخضار الموسمية، والدبس، والتي كانت بمثابة مكملات غذائية طبيعية.

دهون متخفّية ووجبات جاهزة… بين نكهة السرعة وحقيقة الخطر

الوجبات السريعة مغرية وسهلة، لكنها تخفي دهوناً معاد تسخينها ونسباً عالية من المواد المضافة التي ترهق الجسم. الخطر لا يقتصر على السعرات الحرارية العالية، بل يشمل تراكم مركبات ضارة تؤثر على القلب، تزيد الالتهابات المزمنة، وتضعف المناعة.

رأي الدكتورة ريتا خليل: المكملات ليست بديلاً عن الطعام الحقيقي… توضح الدكتورة ريتا خليل، المختصة في الأدوية والمكملات الغذائية، أن المشكلة تكمن في فقدان النمط الغذائي لقيمته، وليس فقط في نقص الفيتامينات. وتشير إلى أن العديد من المكملات لا يمتصها الجسم بشكل كامل ولا تعوض غياب الغذاء الطبيعي، خاصة مع انتشار الأطعمة الصناعية والدهون المهدرجة. وتضيف أن ما كان يوفره الغذاء السوري التقليدي من دبس وزيوت طبيعية وبقوليات ومونة منزلية، أصبح الناس يشترونه اليوم على شكل مكملات. وتؤكد أن العودة إلى طعام نظيف وبسيط أهم من أي حبة فيتامين.

كيف نعيد التوازن إلى موائدنا؟

لإعادة التوازن إلى موائدنا، يجب اتباع الخطوات التالية:

  • طهي وجبة منزلية واحدة يومياً للتحكم في نوعية الزيت والملح وطريقة الطهي.
  • تقليل الوجبات الجاهزة للحد من الدهون المتحولة.
  • العودة إلى الأطباق السورية الصحية مثل المجدّرة والبرغل بالخضار وشوربات العدس.
  • اختيار المكونات الموسمية والمحلية لضمان جودة أعلى.
  • ممارسة نشاط يومي بسيط لمدة 30 دقيقة لتحسين الأيض ودعم صحة الجسم.

الخلاصة: الطعام ليس مجرد نكهة، بل ثقافة وهوية وصحة. مع اتساع الفجوة بين ما نأكله اليوم وما كان موجوداً في مطابخ الأمس، يجب استعادة التوازن بالعودة إلى الأسس البسيطة: غذاء طبيعي، مكونات نظيفة، ووجبات تشبهنا وتشبه تاريخنا. قد لا نتمكن من العودة الكاملة إلى حياة الريف، ولكن يمكننا استعادة روحها التي جعلت الطعام دواءً والبساطة سرّ صحةٍ تدوم.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: