الثلاثاء, 18 نوفمبر 2025 10:40 PM

الغرف التجارية السورية: محفز أساسي لتنافسية المنتج الوطني واقتحام الأسواق العالمية

الغرف التجارية السورية: محفز أساسي لتنافسية المنتج الوطني واقتحام الأسواق العالمية

مع دخول الاقتصاد السوري مرحلة جديدة من الانفتاح بعد سنوات من الركود، تتبوأ الغرف التجارية والصناعية مكانة مركزية في إعادة هيكلة الأداء الاقتصادي. لم تعد هذه الغرف مجرد هيئات رقابية، بل تحولت إلى أداة فاعلة لدعم المنتج السوري وتعزيز قدرته التنافسية في الأسواق المحلية والعربية والدولية، وذلك من خلال تطوير الكوادر ورفع جودة الإنتاج وتسريع دخول المنتجات إلى سلاسل التوريد العالمية.

من الروتين إلى المرونة

تواجه المؤسسات السورية تحديات كبيرة تتعلق بالبيروقراطية والهياكل القديمة التي أعاقت التوسع والابتكار في الفترات السابقة. وفي هذا السياق، تعمل الغرف التجارية على إعادة هيكلة عملها لتصبح أكثر مرونة وكفاءة، مع التركيز على تطوير القدرات المؤسسية وتحسين إدارة الإنتاج والتوزيع. تأتي هذه الخطوة في وقت تحتاج فيه الشركات السورية إلى أدوات عملية لتعزيز قدرتها على المنافسة، خاصة بعد عودة الانفتاح الاقتصادي.

دعم ملموس ودخول الأسواق العالمية

أشار عضو غرفة تجارة وصناعة اللاذقية عصام صوفي لـ "الحرية" إلى أن الغرف اليوم ليست مجرد هيئات تنظيمية، بل شريك عملي للتاجر والصناعي، توفر الأدوات اللازمة لدخول الأسواق العربية والدولية وفق معايير الجودة العالمية. وبالفعل بدأت غرفة تجارة اللاذقية بإعادة هيكلتها وتنظيم عملها، عبر زيادة الدورات التدريبية والتوجيه نحو الحصول على شهادات الجودة ISO 9001:2015، مما رفع مستوى مصداقية المنتج السوري وفتح له أبواب الأسواق الخارجية.

وأضاف الصوفي: "الغرفة تعمل على تسهيل دخول المنتج السوري للأسواق الخارجية عبر التنسيق مع الجهات الحكومية والخاصة، وتقليص العقبات البيروقراطية، وربط الصناعيين بسلاسل التوريد الدولية، مع تقديم استشارات ودعم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة لتعزيز قدرتها على التوسع والتكيف مع متطلبات الأسواق الحديثة".

أمثلة عملية لتعزيز التنافسية

بعض الشركات السورية بدأت فعلياً في الاستفادة من هذا الدعم؛ فمنتجاتها باتت تحظى بشهادات الجودة وتصدّر إلى أسواق عربية ودولية، ما يعكس قدرة الغرف على تحويل الاستراتيجيات النظرية إلى نتائج عملية ملموسة. تؤكد هذه التجربة أن دور الغرف التجارية يتجاوز مجرد الرقابة والتنظيم إلى أن يصبح شريكاً حقيقياً في رسم خارطة طريق للنمو الاقتصادي.

الرافد الاستراتيجي المستقبلي

تحليل الأداء الحالي للغرف التجارية يظهر أنها تتجه نحو أن تصبح رافداً استراتيجياً لإعادة هيكلة الاقتصاد السوري، من خلال تطوير القدرات المؤسسية، وضبط الجودة، وتحسين الإنتاج، ورفع كفاءة سلاسل التوريد. هذا التحول يجعل من الممكن للمنتج السوري أن يحقق قدرة أعلى على المنافسة بثقة واستدامة، بعيداً عن الهياكل التقليدية التي كانت تعيق التطوير والمرونة.

في ضوء هذه التطورات، يتضح أن الغرف التجارية والصناعية أصبحت أداة استراتيجية عملية لدفع الاقتصاد الوطني نحو التنافسية العالمية، من خلال تقديم الدعم الفني والتدريبي والإداري الذي يحتاجه المنتج السوري لتحقيق حضور قوي ومستدام في الأسواق المحلية والدولية.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: