تواجه العائلات في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا ضغوطًا اقتصادية متزايدة، وسط ارتفاع حاد في الأسعار وتراجع القدرة الشرائية، ما يدفع الكثير من الأسر إلى الاستدانة لتغطية نفقاتها الأساسية.
أبو الحسن، أحد السكان، قال: "معيشة عائلة من خمسة أشخاص تحتاج 5 ملايين ليرة شهريًا، في حين أن الدخل لا يغطي نصف هذا المبلغ… معظم العائلات مديونة، والمعيشة أصبحت مرهقة".
من جانبها، قالت فريال محمد، وهي ربة منزل تعمل بالخياطة، إن اللحوم غابت عن موائدهم منذ فترة، مشيرة إلى أن الأسعار باتت لا تُحتمل حتى لأبسط الاحتياجات، مضيفة: "نحتاج 600 إلى 700 دولار شهريًا لنعيش بكرامة، ولا نصل حتى إلى 70% من هذا الرقم".
الحد الأدنى للمعيشة 500 دولار
قال الباحث الاقتصادي خورشيد عليكا: "إن الأسرة الواحدة تحتاج ما لا يقل عن 500 دولار شهريًا للعيش الكريم، وهو مبلغ لا يتناسب مع الرواتب الحالية التي تتراوح بين 60 إلى 150 دولارًا في مؤسسات 'قسد'".
ودعا عليكا إلى دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في القطاعات الزراعية والتجارية والصناعية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، بالإضافة إلى تقديم مساعدات مباشرة ورفع الرواتب.
وأشار إلى أن غياب الخطط الاقتصادية وعدم دعم السلع الأساسية قد يؤدي إلى زيادة كلفة المعيشة بنسبة تصل إلى 20% في الفترة القادمة.
مؤشرات من الأسواق المحلية
تشهد الأسواق تفاوتًا كبيرًا في الأسعار، ومن أبرزها:
- الذهب: 95 دولارًا للغرام
- الألبسة: بنطال رجالي من 13 إلى 18 دولارًا، فستان أطفال من 200 إلى 350 ألف ليرة
- الخضار والفواكه: باذنجان بـ 8,000 ليرة، موز بـ 10,000 ليرة
- اللحوم: لحم العجل بـ 100,000 ليرة، الخاروف بـ 90,000 ليرة
وسط هذا الواقع، تتزايد الدعوات إلى تدخل مباشر من الإدارة الذاتية لدعم الإنتاج المحلي وتحسين مستوى الدخل، في محاولة لتخفيف العبء الثقيل عن كاهل الأسر في القامشلي.