الأحد, 28 سبتمبر 2025 07:08 PM

القصير في حمص: الأهالي العائدون يواجهون الشتاء بظروف معيشية صعبة ويطالبون بالخدمات

القصير في حمص: الأهالي العائدون يواجهون الشتاء بظروف معيشية صعبة ويطالبون بالخدمات

حمص-سانا: لم تنته معاناة أهالي مدينة القصير في حمص، الذين عانوا من التهجير الممنهج والتدمير المتعمد على يد النظام البائد طوال 14 عامًا، حتى بعد عودتهم إلى ديارهم. يجد الأهالي أنفسهم أمام واقع مرير يشبه المخيمات التي نزحوا إليها سابقًا، حيث تحولت معظم المنازل إلى أنقاض، مما اضطر الكثيرين إلى نصب الخيام لتأمين مأوى.

لا تقتصر معاناة الأهالي في المدينة على غياب المأوى المناسب، بل تتفاقم بسبب النقص الحاد في الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي والتعليم والرعاية الصحية. هذا الوضع يستدعي تدخلًا عاجلاً من المنظمات الإنسانية والجهات الحكومية للتخفيف من هذه المعاناة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.

محمد العوض، أحد سكان مدينة القصير، تحدث عن تجربته المريرة بعد عودته إلى مدينته بعد 14 عامًا من التهجير، قائلاً إنه وجد منزله مدمرًا بالكامل واضطر إلى نصب خيمته فوق الأنقاض. وأشار إلى أن انتشار القوارض والحشرات يهدد صحة وسلامة أسرته، ودعا الجهات المعنية والمنظمات إلى تقديم الدعم لترميم المنازل.

من جانبه، أكد الحاج أحمد العوض أن التهجير القسري لأهالي المدينة عام 2013 كان نتيجة لسياسات النظام البائد الذي أخرج السكان من منازلهم ودمرها عمدًا. وبعد التحرير، عاد الأهالي ليواجهوا وضعًا صعبًا مع تحول منازل المدينة إلى ركام، وناشد الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة في إعادة بناء المنازل والمرافق الأساسية.

إلى ذلك، أشار رئيس مجلس إدارة مؤسسة النهضة للتنمية، محمد رعد، إلى أنه تم تقييم احتياجات المدينة بعد تحريرها، وتبين أن حجم التحديات يفوق الوصف، نتيجة دمار حوالي 85 بالمئة من المرافق التعليمية والصحية وحتى المنازل. وأضاف أن التمويل المحدود يصعب تغطية الاحتياجات الأساسية للأهالي، إلا أن المؤسسة تعمل بأقصى جهودها لدعم القطاعات الحيوية كالصحّة والتعليم.

من جانبه، أوضح رئيس مجلس مدينة القصير، طارق حصوة، أن النظام البائد هجّر أغلبية سكان المدينة بشكل ممنهج، ودمر البنية التحتية والمنازل عمدًا. وأضاف أنه بعد التحرير، أصبحت المدينة تضم نحو 7100 أسرة بين السكان الحاليين والعائدين من رحلات اللجوء الداخلية والخارجية، منهم حوالي 4000 عادوا مؤخرًا. وأشار إلى أن جهود إعادة الإعمار لا تزال خجولة، إذ لم تتجاوز المساعدات ترميم 100 منزل.

وأكد حصوة أن تحديات كبيرة تواجه إعادة الإعمار في المدينة نظرًا للدمار الهائل، وخاصة في مجالات الصرف الصحي والمياه. وأكد أن هناك جهودًا حثيثة بالتعاون مع المنظمات والجهات الحكومية لدراسة مشاريع النهوض بالخدمات الأساسية وإزالة الركام لتسهيل عودة الأهالي المهجّرين الذين ينتظرون حلولاً مستدامة تعيد لهم حياتهم الكريمة.

مشاركة المقال: