الخميس, 3 يوليو 2025 05:45 PM

القنيطرة: إسرائيل تعتقل ثلاثة شبان.. وعائلاتهم تنفي مزاعم أدرعي وتؤكد: مدنيون لا علاقة لهم بأي فصيل

القنيطرة: إسرائيل تعتقل ثلاثة شبان.. وعائلاتهم تنفي مزاعم أدرعي وتؤكد: مدنيون لا علاقة لهم بأي فصيل

أفاد مراسل منصة سوريا ٢٤ في الجنوب السوري بأن ثلاثة شبان من محافظة القنيطرة قد اعتُقلوا خلال عملية أمنية نفذتها قوة إسرائيلية خاصة. في المقابل، نفت عائلاتهم بشكل قاطع الاتهامات الإسرائيلية الموجهة إليهم، مؤكدة أنهم مدنيون لا تربطهم أي صلة بجهات سياسية أو مسلحة.

وأوضح المراسل أن قوة إسرائيلية خاصة اقتحمت منطقتي مزرعة البصالي وأم اللوقس جنوب محافظة القنيطرة السورية، بالقرب من الحدود مع هضبة الجولان المحتلة، ما أسفر عن اعتقال ثلاثة مدنيين سوريين من عائلة واحدة، وسط حالة من الرعب والاعتداءات التي طالت نساءً وأطفالًا.

وكشفت مصادر محلية لسوريا ٢٤ أن المعتقلين هم: عامر أحمد أحمد، وهو إمام مسجد وتاجر مواشٍ، ومالك أحمد أحمد، وهو عامل عادي، وسالم مصطفى الأحمد، موظف في جهة أمنية تتبع للجيش السوري.

اقتحام عنيف بأكثر من 40 عنصرًا

أكد أبو فراس الأحمد، شقيق المعتقلَين عامر ومالك، أن العملية نُفذت بين الساعة الثانية والنصف والثالثة فجر أمس الثلاثاء، بمشاركة قوة كبيرة تضم أكثر من 40 عنصرًا إسرائيليًا و8 عربات عسكرية.

ووصف أبو فراس الاقتحام في حديث لمنصة سوريا ٢٤ بأنه كان “عنيفًا للغاية”، مشيرًا إلى أن القوات الإسرائيلية كسرت الأبواب واقتحمت المنازل بشكل مفاجئ، واعتدت جسديًا على النساء، فيما تم تهديد الأطفال بطريقة قال إنها “غير إنسانية” بهدف ابتزاز ذويهم.

وحول اعتقال الشقيق الثالث، سالم الأحمد، أوضح أبو فراس أن القوة لم تداهم منزله في مدينة نوى كما أشيع، بل اقتحمت منزله في القنيطرة أثناء غيابه، واحتجزت أبناءه داخل المنزل، قبل أن تصادر هاتفه المحمول وتتواصل معه مباشرة، وهددته بأخذ أطفاله وبناته رهائن إذا لم يسلّم نفسه، ما أجبره على الحضور، ليتم اعتقاله مع أخيه وأقاربه.

وأشار أبو فراس إلى أن العائلة لا تزال تجهل تمامًا مصير المعتقلين الثلاثة، رغم محاولاتها المتكررة التواصل مع بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في الجنوب السوري (UNDOF)، دون أن تتلقى أي رد أو معلومات حتى الآن.

مزاعم إسرائيلية ونفي من الأهالي

على الجانب الآخر، أدلى المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، ببيان حول العملية، زعم فيه أنها تأتي ضمن إطار “إحباط نشاط عدائي لخلية مرتبطة بإيران” في منطقتي أم اللوقس وعين الشرقية، زاعمًا أن تنفيذ العملية تم بواسطة الوحدة 504 الاستخباراتية الخاصة التي تعنى بجمع المعلومات من داخل المناطق المعادية.

لكن العائلة نفت في حديث لمنصة سوريا ٢٤ هذه الرواية بشكل قاطع، مؤكدة أن المعتقلين لا صلة لهم بأي جهة مسلحة أو سياسية، وأنهم أشخاص مدنيون معروفون في مجتمعهم، منهم إمام مسجد، وعامل بسيط، وموظف حكومي.

وفي ختام حديثه، دعا أبو فراس المجتمع الدولي والدولة السورية إلى التحرك الفوري لإنهاء هذه الانتهاكات المستمرة، ومعرفة مصير أبنائهم المعتقلين، وقال: “نحن شعب أعزل، لا نملك شيئًا أمام جيش مدجج بالسلاح، وكل ما نطلبه هو حقنا الإنساني في الحياة الآمنة والكشف عن مصير أبنائنا”.

توغلات ومداهمات تثير القلق

وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد واضح في وتيرة التدخلات العسكرية الإسرائيلية في جنوب سوريا خلال الأسابيع الأخيرة، ما أثار قلق السكان المحليين الذين يتعرضون باستمرار للاعتقالات والاقتحامات تحت ذرائع أمنية تفتقر إلى الأدلة أو الإجراءات القانونية المنصفة.

وكان الجيش الإسرائيلي نفّذ قبل أسبوعين عملية توغل ميداني محدودة داخل بلدة جباتا الخشب شمال محافظة القنيطرة، حيث دخلت ثلاث دوريات عسكرية إسرائيلية البلدة من جهة “حرش الشحار”، وتقدمت لمسافة قصيرة نحو وسط المنطقة من الجهة الشرقية، قبل أن تنسحب لاحقًا من الجهة الجنوبية، دون تسجيل أي عمليات تفتيش أو اعتقالات آنذاك.

وأمس الثلاثاء، أكد مراسل منصة سوريا ٢٤ في درعا أن رتلًا تابعًا لقوات الأمم المتحدة دخل إلى مدينة نوى في ريف درعا الغربي، وتوقف ضمن مبنى الأمن العام في المدينة، في زيارة استقصائية تتعلق بالأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

وجاءت جولة الرتل في أعقاب الاشتباكات التي اندلعت إثر محاولة تقدم قوة إسرائيلية باتجاه تل الجموع، حيث تصدى لها أبناء المدينة، ما أسفر عن ارتقاء تسعة مدنيين وإصابة العشرات بجروح متفاوتة.

وكان تسعة مدنيين قد قُتلوا وأُصيب آخرون، في 3 نيسان/أبريل الماضي، جراء قصف إسرائيلي استهدف منطقة حرش الجبيلية قرب مدينة نوى.

وتأتي هذه التطورات كلها في ظل تصاعد حدة التوترات العسكرية في الجنوب السوري، وسط استمرار النشاطات الاستفزازية للقوات الإسرائيلية قرب الخط الفاصل مع الجولان السوري المحتل، ما يثير قلقًا لدى السكان المحليين، إذ إن هذه التطورات تُعقّد المشهد السياسي والأمني في المنطقة.

مشاركة المقال: