بدأت المرحلة الثانية من اتفاق إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي تتضمن نقاشات تفصيلية حول قضايا استراتيجية مثل شكل الحكم، ونزع سلاح المقاومة، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال، وإعادة الإعمار. أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن "المرحلة الثانية من اتفاق غزة تبدأ الآن"، مؤكداً عودة جميع الرهائن الأحياء من غزة، لكنه أشار إلى أن المهمة لم تنتهِ بعد بسبب عدم استعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين.
زعم ترامب أن "حماس ستتخلى عن سلاحها، وإلا سنتكفل نحن بذلك"، مضيفاً أن "نزع سلاح حماس سيحدث بسرعة وربما بعنف". بالتوازي مع تصريحات ترامب، لم تحمل الاتصالات التي جرت خلال اليومين الماضيين، وخاصة بعد قمة شرم الشيخ، إشارات إيجابية من الجانب الإسرائيلي. وعلى الأرض، استمرت "المضايقات" الإسرائيلية لشاحنات المساعدات الإنسانية.
في الوقت الذي بدأت فيه اتصالات جديدة بين الوسطاء وحركة "حماس" والعدو الإسرائيلي، طغت قضية تأخر تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين على هذه الاتصالات. وتسعى الولايات المتحدة لحلحلة هذه الأزمة ومنع التصعيد. ويُنتظر تفعيل معبر رفح بشكل أولي، بالتزامن مع دخول بعثة المراقبة الأوروبية.
قلّصت إسرائيل عدد شاحنات المساعدات الإنسانية بذريعة تأخر تسليم الجثامين، وأبلغت الأمم المتحدة أنها ستسمح بدخول 300 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة، ولن تسمح بدخول الوقود والغاز إلا للضرورات المرتبطة بالبنية التحتية الإنسانية، وفقاً لوكالة "رويترز".
أجرى الوسطاء المصريون والقطريون والأتراك محادثات مع نظرائهم الأميركيين، شددوا خلالها على ضرورة تفهم الظروف الميدانية المعقدة التي تعيق عمليات التسليم. وأعربت "حماس" عن ترحيبها بجميع عروض المساعدة، فيما أفادت مصادر مصرية بأن فرقاً مصرية تعمل داخل قطاع غزة لتحديد مواقع جثامين الأسرى الإسرائيليين والمساعدة في استخراجها.
في الداخل الإسرائيلي، صعّد وزراء في حكومة العدو مواقفهم، ومن بينهم الوزير إيتمار بن غفير، الذي طالب بتحديد مهلة زمنية لإعادة الجثامين، وهدد بوقف إدخال المساعدات إلى غزة. وشدد الوزير بتسلئيل سموتريتش على أن الضغط العسكري فقط هو ما يعيد المختطفين. وأكد نتنياهو أن حكومته تعمل على استعادة الجثامين.
ذكرت "القناة 12" العبرية أن إسرائيل تستعد لتسلم عدد من جثامين الرهائن، فيما نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مصدر إسرائيلي أن الوسطاء أبلغوا تل أبيب بأنه من المتوقع نقل عدد من الجثامين. وأكد مسؤول إسرائيلي لموقع "أكسيوس" أن هناك احتمالاً بأن تعيد حماس اليوم جثث الرهائن، مشيراً إلى أن الحركة تبذل جهوداً أكبر في الساعات الأخيرة.
قدّر مصدر مصري أن الخروقات الإسرائيلية لاتفاق التهدئة ستستمر إلى حين دخول "القوة الدولية"، التي يُفترض أن تتولى تنفيذ الاتفاق. وأوضح المصدر أن العمل جارٍ على تجهيز هذه القوة، على أن تبدأ مهامها الشهر المقبل، بينما تبدأ إسرائيل المرحلة الثانية من سحب قواتها من غزة.
في ما يتعلق بتركيبة هذه القوة، كشف المصدر أن التصور الأولي يتضمن نشر ما لا يقل عن ألف جندي، على أن يتركز دورهم على تنظيم الأمن والإشراف على الآلاف من العناصر الفلسطينيين المدربين الذين سيدخلون القطاع تدريجياً.
وصلت "بعثة الاتحاد الأوروبي" المكلفة بتشغيل معبر رفح إلى المنطقة، غير أنه لم يُتخذ قرار بشأن توجهها إلى المعبر، في ظل غياب التجهيزات اللازمة. ووفق مصادر مصرية، فإن إعادة تشغيل المعبر لا تزال صعبة، في ظل تمسك الاحتلال بالبقاء على الجانب الفلسطيني منه، وربطه الانسحاب الكامل من محيطه بتسلم جميع جثث القتلى.