أطلق ناشطون من مدينة حلب مبادرة مجتمعية تحت عنوان "الوفاء لحلب"، تهدف إلى تحسين الخدمات الأساسية في الأحياء المتضررة. تعتمد المبادرة على أنشطة تطوعية تشمل تنظيف الشوارع، إنارة الطرق، وإزالة المخلفات، وذلك بالتعاون مع فرق محلية.
يسعى القائمون على الحملة إلى تعزيز روح الانتماء والعمل الجماعي، وإيصال رسالة مفادها أن حلب "لا تزال حيّة بأهلها وشبابها"، رغم التحديات التي واجهتها.
الناشط ربيع البيسكي أوضح أن "المشروع الأول سيركز على النظافة، كأساس للأنشطة اللاحقة مثل حملات التوعية وإنارة الشوارع بمصابيح ليد توزع على الأهالي". وأضاف: "نسعى لعقد مؤتمر لجذب دعم المنظمات المحلية والدولية، والتنسيق مع جهات لتأمين الموارد وتوسيع نطاق العمل تدريجياً".
الناشط الإعلامي معتز خطاب وصف الحملة بأنها "تجسيد حقيقي للمسؤولية والانتماء، انطلقت من رحم الحاجة وبجهود ذاتية خالصة، وهي تعبير عن إرادة الحياة لدى شباب المدينة في ظل ظروف معيشية صعبة". وأعرب عن أمله في أن "تحظى المبادرة بالدعم اللازم لتكون انطلاقة نحو مشاريع تنموية مستدامة تعزز التعافي المجتمعي وتعيد لحلب عافيتها الخدمية".
من جانبه، أكد عبد الكريم ليلى، المسؤول الإعلامي في حلب، أن "الحملة مبادرة مجتمعية لإعادة الألق إلى حلب في مختلف القطاعات، المدينة التي نهضت سابقاً بجهود أبنائها، تعود اليوم لتنهض مجدداً، خاصة مع عودة آلاف الحلبيين من المهجر، بمن فيهم التجار والصناعيون". وأشار إلى أهمية "تكامل جهود الأهالي مع مؤسسات الدولة لإنجاح المبادرات، في مدينة تتميز بتنوعها الطائفي والمجتمعي".
وعبر منصة X، كتب سعد نعسان، مدير الشؤون السياسية في محافظة حلب: إن "مبادرة الوفاء لحلب تعبّر عن وعي مجتمعي متقدّم لدى أبناء المدينة، وتُظهر حرصهم على دعم عملية التعافي وإعادة الخدمات، بما ينسجم مع مرحلة البناء في سوريا الجديدة".
يذكر أن حلب عانت من تدهور في البنية التحتية والخدمات العامة نتيجة النزاع والنزوح. وقد برز دور المجتمع المدني كمحرك رئيسي لجهود التعافي، من خلال مبادرات تطوعية تسعى لتحسين الواقع الخدمي رغم محدودية الموارد والتحديات اللوجستية. وأثبتت هذه الجهود أن العمل المجتمعي أصبح ركيزة أساسية في إعادة إحياء المدينة.