الأربعاء, 27 أغسطس 2025 08:27 PM

انتصار كركوكلي: معلمة سورية تتحدى الصعاب وتعود إلى التدريس في ألمانيا

انتصار كركوكلي: معلمة سورية تتحدى الصعاب وتعود إلى التدريس في ألمانيا

في قصة ملهمة، تغلبت المعلمة السورية انتصار كركوكلي على التحديات الإدارية واللغوية، وعادت لممارسة مهنة التدريس التي تعشقها في ألمانيا. غالبًا ما تواجه المعلمون اللاجئون عقبات كبيرة تعيق اندماجهم في النظام التعليمي الألماني.

وفقًا لتقرير نشره موقع zdfheute، وصلت كركوكلي إلى ألمانيا في عام 2015، وهي تحمل سنوات من الخبرة في تدريس المرحلة الابتدائية. على الرغم من أن مكتب العمل رأى أن طموحها في العودة إلى التدريس "بعيد المنال"، إلا أنها لم تستسلم لحلمها.

لعب برنامج خاص أطلقته جامعة بوتسدام في عام 2016 دورًا حاسمًا في نجاحها، حيث هدف البرنامج إلى دمج المعلمين اللاجئين في النظام المدرسي المحلي بسرعة وسهولة، ومنحها فرصة لإعادة تأهيل نفسها. كانت تقضي ست ساعات يوميًا في التنقل من منزلها في فيتنبرغ إلى الجامعة، لكنها واصلت الدراسة بإصرار حتى تخرجت.

بعد اجتيازها البرنامج، عُينت سلمى كمعلمة بديلة في مدرسة ابتدائية، حيث ساهمت في دمج الأطفال اللاجئين وساعدت في التواصل مع أهاليهم. وصفت مديرة المدرسة، كريستين شولتز، دورها بأنه "جسر ضروري مع أولياء الأمور".

لم تخلُ مسيرتها من الصعوبات. انتهى تمويل وظيفتها بعد عامين، وتم تخفيض منصبها إلى مساعدة تدريس، وطُلب منها تحسين لغتها الألمانية من خلال دورات إضافية. على الرغم من أن العديد من المعلمين اللاجئين استسلموا عند هذه النقطة، إلا أن كركوكلي واصلت الكفاح بدعم من زملائها وأصدقائها.

في عام 2021، حققت كركوكلي إنجازًا هامًا بحصولها على وظيفة رسمية في مدرسة فيتنبرغ، لتصبح أول معلمة سورية في صفوفها.

وفي ربيع عام 2025، حققت إنجازًا آخر بترقيتها إلى مرتبة "موظفة حكومية"، وهو ما اعتبرته "تتويجًا لسنوات من النضال".

تدعو كركوكلي اليوم إلى اتخاذ خطوات عملية لدعم المعلمين اللاجئين، مثل توفير دورات لغوية متخصصة وتسهيل فرص دخولهم إلى مهنة التدريس، مؤكدة أن تجربتها تثبت إمكانية النجاح رغم صعوبة الطريق.

وفقًا لبيانات المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، من بين 1.8 مليون لاجئ مسجلين كطالبي حماية في ألمانيا عام 2021، عمل حوالي 2.2% منهم كمعلمين في بلدانهم الأصلية. ونظرًا للنقص الحاد في المعلمين، فإن هذا يعني إمكانية توفير 36000 معلم مدرب للمدارس في وقت قصير. ومع ذلك، لا يزال طريق المعلمين المهاجرين إلى التعليم مليئًا بالعقبات.

مشاركة المقال: