الأحد, 27 يوليو 2025 01:44 PM

برعاية أمريكية: لقاء سوري-إسرائيلي في باريس يبحث خريطة طريق لتسوية العلاقات وتحديات المرحلة الانتقالية

برعاية أمريكية: لقاء سوري-إسرائيلي في باريس يبحث خريطة طريق لتسوية العلاقات وتحديات المرحلة الانتقالية

جاد ح. فياض: في محاولة لفتح صفحة جديدة بين الطرفين، تتواصل اللقاءات السورية – الإسرائيلية، وكان آخرها الاجتماع الذي عقد في باريس برئاسة المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك، وبرعاية من الولايات المتحدة لتسوية العلاقات، وذلك بعد تدخل الأخيرة للتهدئة إثر ضربات إسرائيلية استهدفت القصر الرئاسي في سوريا ورئاسة الأركان.

أشار براك إلى أن الهدف من الاجتماع كان “الحوار وخفض التصعيد”، مؤكداً على “تحقيق ذلك”. وأفاد المبعوث الأميركي بأن الأطراف “جدّدت التزامها بمواصلة هذه الجهود”. ورغم التكتم على هوية المسؤولين السوريين والإسرائيليين الذين حضروا الاجتماع، ذكر موقع “أكسيوس” الأميركي أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني كانا من بين الحضور.

صدر عن اللقاء بيان فرنسي – أميركي – سوري، شدد على أهمية “نجاح المرحلة الانتقالية في سوريا ووحدة وسلامة أراضيها”، وأكد ضرورة ألا “يشكل جيران سوريا تهديداً ولا تشكل سوريا تهديداً لجيرانها”. ووفقاً لتقدير مصدر مطلع لـ”النهار”، فإن هذه الصيغة الدبلوماسية تعكس المعادلة الإسرائيلية: “النظام مقابل الأمن”، أي ضمان مستقبل السلطات السورية مقابل الأمن على الحدود الجنوبية.

يرى الباحث في الشؤون القانونية والسياسية إبراهيم شاهين، المقيم في باريس، خلال حديث لـ”النهار”، أن البيان الثلاثي يعكس “توافقاً” إقليمياً دولياً على “إنجاح” المرحلة الانتقالية في سوريا، مع التركيز على مسائل “الأمن والحدود والسيادة”. ولهذا السبب تطرق البيان إلى علاقات سوريا ومحيطها، ومواجهة التحديات الأمنية وإتمام ملفات المصالحات.

وبالتالي، فإن المسار يقوم على “التوازن” بين إعادة بناء الدولة وتطمين الدول المحيطة بسوريا، وفقاً لشاهين، الذي يلفت إلى الرسالة التي وجهها البيان الثلاثي لإسرائيل، ومفادها “التطمين” بأن المسار المذكور يصب في ناحية “تطبيع العلاقات”، وضمان عدم تشكيل خطر أمني على إسرائيل من المنطقة الجنوبية السورية.

يعتبر دعم المرحلة الانتقالية دعماً غربياً، أميركياً خاصةً، للإدارة السورية، وهو يتوافق مع ما قاله براك قبل أيام بأنه “لا خطة باء ولا بديل” للرئيس السوري أحمد الشرع. إلا أن شاهين لا يرى دعماً مطلقاً، بل دعماً مرهوناً بالتزام السلطات السورية الجديدة بخريطة طريق سياسية واضحة قائمة على البيان الثلاثي ونقاطه.

لكن الكرة ليست في الملعب السوري وحده، بل الإسرائيلي أيضاً، لأن لإسرائيل رأيها في سوريا، ولاعبين أيضاً قادرة على تحريكهم لزعزعة الاستقرار السوري. وبرأي شاهين، فإن تل أبيب “تحتاج إلى ضمانات” من دمشق مرتبطة بالحدود الجنوبية وترتيبات أمنية، وهي تفاصيل “صعبة” قد تفشل المسار، وإذا عاد التصعيد للجنوب فإن “المسار قد ينهار”، وفق الباحث.

في المحصلة، فإن العلاقات الإسرائيلية – السورية تمر بمرحلة حساسة ودقيقة جداً، وإسرائيل اللاعب الأقوى في المنطقة قادرة على فرض شروطها ورسم الاتفاقات والخرائط وفق مصلحتها، هذا ما أكدته التجربة، لكن هذا التوجه قد يطيح باحتمالات الاتفاق، خصوصاً أن تركيا، الداعم الأول للسلطات السورية الجديدة، في حالة تنافس محتدم مع إسرائيل.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: