كشف تقرير لوكالة "رويترز" أن وفداً سورياً رسمياً يعتزم التوجه إلى العاصمة الأمريكية واشنطن خلال هذا الشهر، للمشاركة في الاجتماعات السنوية الربيعية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ أكثر من عقدين.
وبحسب ما نقلته الوكالة عن أربعة مصادر مطّلعة، فإن الوفد يضم كلاً من وزير الخارجية أسعد الشيباني، ووزير المالية محمد يسر برنية، ومحافظ البنك المركزي عبد القادر حصرية، في زيارة وُصفت بأنها "رفيعة المستوى" تمثّل أول حضور رسمي منذ التغييرات السياسية التي شهدتها سوريا نهاية العام الماضي.
وأشار مصدران إلى أن إجراءات الحصول على تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة ما تزال غير مؤكدة حتى الآن، بينما أشار مصدران آخران إلى احتمالية عقد اجتماع دولي بشأن جهود إعادة إعمار سوريا على هامش الفعالية الاقتصادية.
وتسعى الحكومة السورية الجديدة إلى إعادة بناء علاقاتها الدولية، خصوصاً مع المؤسسات الاقتصادية الكبرى، في وقت لا تزال فيه العقوبات الأمريكية المفروضة خلال عهد النظام السابق تشكّل عائقاً أمام تدفق الدعم الدولي.
ورغم إصدار واشنطن إعفاءات محدودة لبعض العقوبات في كانون الثاني/يناير الماضي لتسهيل المساعدات الإنسانية، إلا أن أثرها كان محدوداً، خاصة مع تعثّر محاولات سوريا للحصول على تمويل خارجي يخص رواتب القطاع العام، في ظل مخاوف من تعارضها مع العقوبات المفروضة.
وكشف التقرير أيضاً أن الإدارة الأمريكية قدّمت لدمشق قائمة شروط مقابل تخفيف جزئي للعقوبات، إلا أن التفاعل من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لا يزال محدوداً، وسط انقسام داخلي في واشنطن بشأن كيفية التعامل مع السلطات الجديدة في سوريا، التي يشير البعض إلى علاقتها السابقة بجماعات إسلامية متشددة كمبرر للحذر في التواصل معها.