بعد مرور عقد من الزمن، تصر المستشارة الألمانية السابقة، أنغيلا ميركل، على صواب رؤيتها الشهيرة التي أطلقتها خلال أزمة اللاجئين: "نحن قادرون على ذلك".
وفي مؤتمر الكنيسة البروتستانتية الألمانية في هانوفر، أكدت ميركل أنها واجهت هذه العبارة مرارًا وتكرارًا خلال فترة حكمها، لكنها لاقت دعمًا وتصفيقًا حارًا في المؤتمر تقديرًا لموقفها وسياستها تجاه اللاجئين.
أوضحت ميركل على هامش المؤتمر: "لم أقل حينها: أنا قادرة على ذلك"، مؤكدة أنها كانت "متيقنة من وجود الكثيرين في ألمانيا ممن يقدمون المساعدة في حالة طارئة كهذه. وكان هناك هؤلاء الناس، ونستطيع أن نفتخر بذلك".
وأشارت إلى أنها كانت تعلم أنه لا يمكن استقبال 10 آلاف شخص جديد يوميًا، وأنه حتى اليوم يجب بذل جهد أكبر لضمان مغادرة أولئك الذين ليس لديهم الحق في البقاء في ألمانيا.
وأضافت: "لكن أولئك الذين وقفوا على بابنا على الحدود، إن صح التعبير، لم نردهم وإنما استقبلناهم".
يأتي هذا في الوقت الذي تخطط فيه الحكومة الألمانية المقبلة، برئاسة فريدريش ميرتس من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، لتشديد سياسة اللجوء للحد من الهجرة إلى ألمانيا.
وتريد الحكومة القادمة منع الهجرة غير النظامية إلى ألمانيا، ومن خلال تصريحاتها الجديدة، تسعى ميركل إلى النأي بنفسها عن سياسة ميرتس، الذي أعلن أنه سيتم تعزيز الرقابة على الحدود الألمانية والقيام بعمليات إعادة بأعداد كبيرة من على الحدود اعتبارًا من يوم الثلاثاء القادم (السادس من مايو/ أيار 2025).
وهناك دعم لتشديد سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي أيضًا. وقال رئيس ديوان المستشارية القادم، تورستن فراي، إن "كل من يحاول السفر إلى ألمانيا بطريقة غير شرعية، بدءًا من السادس من مايو/ أيار يجب أن يضع في حسابه أن الأمر ينتهي على الحدود".
من ناحية أخرى، حذرت ميركل من خفض مساعدات التنمية، قائلة: "إذا أردنا الحد من الهجرة غير الشرعية، يجب مكافحة أسباب التهجير والنزوح. إن التعاون الإنمائي يجب أن يرتكز على القناعة بأننا سنكون في وضع أفضل عندما يتمكن أكبر عدد ممكن من الناس في العالم من العيش بشكل جيد".