الخميس, 28 أغسطس 2025 06:04 PM

بمشاركة لافتة: شباب من ذوي الهمم يقودون حملة لتنظيف شوارع مدينة دوما

بمشاركة لافتة: شباب من ذوي الهمم يقودون حملة لتنظيف شوارع مدينة دوما

في بادرة إنسانية مؤثرة، شارك شباب من ذوي الهمم والاحتياجات الخاصة في مدينة دوما، يوم أمس، في حملة تنظيف واسعة النطاق لشوارع وأحياء المدينة. تأتي هذه المشاركة ضمن مبادرة شعبية تحمل اسم "دوما أجمل"، والتي انطلقت قبل حوالي 26 يومًا بمشاركة فعالة من المجلس المحلي لمدينة دوما، بالإضافة إلى عدد من الأهالي والتجار وأصحاب الآليات الثقيلة.

الحملة، التي شهدت تعاونًا جماعيًا لتوفير الآليات والعمال والمحروقات الضرورية، تهدف بشكل أساسي إلى إزالة الأنقاض والركام المتراكم في الغوطة الشرقية على مدى سنوات نتيجة للقصف الذي تعرضت له المنطقة قبل تهجير السكان في عام 2018. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الحملة إلى تنظيف الشوارع وإعادة تأهيل المشهد العام للمدينة.

موفق هارون، مدير منظمة "رُسل لذوي الإعاقة" وعضو لجنة ذوي الإعاقة في دوما، صرح لـ"سوريا 24" قائلاً: "أردنا أن تكون لنا مشاركة وبصمة واضحة. اليوم، شبابنا بمختلف أنواع الإصابات لديهم، نزلوا بالكراسي المتحركة ليشاركوا الأهالي والعمال في تنظيف الشوارع والأحياء. هذه المشاركة تأتي ضمن حملة شعبية كبيرة، وهي دافع قوي لكل الشباب والأهالي للانضمام والمساندة حتى الانتهاء من تنظيف المدينة".

وأضاف هارون أن المبادرة تعتبر خطوة معنوية هامة، حيث لم تقتصر على إزالة الركام فحسب، بل حملت رسالة واضحة مفادها أن جميع أبناء المدينة، بمختلف فئاتهم، قادرون على المساهمة في إعادة الحياة إلى دوما والمشاركة في إعادة إعمارها، كلٌ بما يستطيع.

تُعد مدينة دوما من أكبر مدن ريف دمشق وأكثرها كثافة سكانية. وقد تعرضت المدينة لحملات عسكرية عنيفة وحصار طويل الأمد، انتهى بتهجير جزء كبير من سكانها في ربيع عام 2018 بعد اتفاق مع قوات النظام وحلفائه. خلّفت سنوات القصف والحصار دمارًا واسعًا في البنية التحتية والمنازل، بالإضافة إلى تراكم الأنقاض التي لا تزال شاهدة على تلك المرحلة.

اليوم، يسعى الأهالي بالتعاون مع المجالس المحلية والفعاليات المدنية إلى إعادة إحياء مدينتهم، من خلال مبادرات خدمية واجتماعية تهدف إلى تجاوز آثار الحرب وإعادة الحياة تدريجيًا إلى شوارع وأحياء دوما.

وبينما تتواصل الحملة بدعم من المجلس المحلي وفعاليات أهلية وتجارية، يؤكد القائمون عليها أن الهدف يتجاوز تحسين الواقع الخدمي، ليعكس صورة عن تضامن أبناء دوما وإصرارهم على تجاوز آثار الحرب، وفتح الطريق نحو مدينة أنظف وأجمل وأكثر إنسانية.

مشاركة المقال: