بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برقية تهنئة إلى الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، بمناسبة مرور عام على "التغيير" في سوريا، وذلك بالتزامن مع أول تواصل بين الحكومة السورية الجديدة والقوات الروسية، الحليف الأبرز لنظام بشار الأسد المخلوع.
أفادت قناة "روسيا اليوم" نقلاً عن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أن الرئيس بوتين هنأ الشرع بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للتغيير في سوريا.
وتشهد المدن السورية احتفالات وفعاليات شعبية وثقافية وعروضًا رسمية بمناسبة مرور عام على "التحرير" وسقوط نظام بشار الأسد، تجسد معاني الصمود والقيم الوطنية.
التعاون مع الروس
في حوار مع مجلة "المجلة"، كشف وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عن تفاصيل الحوار مع الروس بعد "تحرير" مدينة حلب في 1 كانون الأول 2024. وأشار إلى أنه بعد السيطرة على حلب ومع بداية الهجوم على حماة، تم التواصل مع جهة روسية عليا، أكبر بكثير من القاعدة الروسية، واصفًا الحوار بأنه كان أشبه بالتحدث مع الرئيس فلاديمير بوتين نفسه.
وذكر الشيباني أن اللقاء جرى في معبر باب الهوى، حيث وجه رسالة للروس قائلًا: "كم مرة ستعيدون حلب للنظام، إذ إن روسيا هي التي أعادت حلب له في 2016؟"، مؤكدًا أن "إسقاط نظام بشار لا يعني خروج روسيا من سوريا".
وفي 15 تشرين الأول الماضي، قام الرئيس السوري أحمد الشرع بزيارة رسمية إلى موسكو، وهي الأولى له منذ توليه منصبه في أواخر عام 2024، حيث التقى بنظيره الروسي فلاديمير بوتين لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية.
وخلال اللقاء، أكد بوتين أن مصالح الشعب السوري هي الدافع لموسكو، معلنًا استعداد بلاده لتعزيز التواصل والتنسيق بين وزارتي الخارجية في البلدين. وأكد الشرع التزام سوريا بالاتفاقيات السابقة مع روسيا وحرصها على تعميق الشراكة الاستراتيجية.
"ردع العدوان"
يُذكر أن العام الأول يمر على معركة "ردع العدوان"، التي استمرت 11 يومًا وأدت إلى الإطاحة بنظام حكم سوريا لأكثر من 50 عامًا. وقد شهدت سوريا خلال هذه الفترة ثورة استمرت 14 عامًا، أسفرت عن مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين.
وقد تضافرت جهود فصائل عديدة في هذه المعركة، بعد أن كانت متناحرة فيما بينها. انطلقت الرصاصة الأولى في معركة "ردع العدوان" من ريف حلب الغربي، وتحديدًا من بلدتي عنجارة وقبتان الجبل، وصولًا إلى دمشق، لتنتهي بإسقاط النظام السوري في 8 كانون الأول 2024.
الشرع يصعد درج الكرملين.. مصالح فوق رماد الحرب