أفاد عشرة من كبار القادة والمسؤولين العراقيين بأن عدة جماعات مسلحة مدعومة من إيران في العراق تستعد لنزع سلاحها، في خطوة تهدف إلى تجنب خطر تصعيد الصراع مع الإدارة الأمريكية.
وذكرت وكالة "رويترز" أن هذه الخطوة تأتي لتهدئة التوترات في أعقاب تحذيرات متكررة وجهها مسؤولون أمريكيون للحكومة العراقية منذ تولي ترامب السلطة. وأوضحت المصادر، التي تضم ستة قادة محليين لأربع ميليشيات رئيسة، أن بغداد أبلغت المسؤولين بأنه ما لم تتحرك لحل الميليشيات العاملة على أراضيها، فإن أمريكا قد تستهدف هذه الجماعات بضربات جوية.
وينتمي القادة الستة للميليشيات، الذين قابلتهم "رويترز" في بغداد ومحافظة جنوبية، إلى جماعات "كتائب حزب الله" العراقية، و"النجباء"، و"كتائب سيد الشهداء"، و"أنصار الله الأوفياء".
وقال عزت الشهبندر، وهو سياسي وصفته "رويترز" بـ"الكبير" ومقرب من الائتلاف الحاكم في العراق، إن المناقشات بين رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، وعدد من زعماء الميليشيات "متقدمة للغاية"، لافتًا إلى أن الجماعات تميل إلى الامتثال لدعوات الولايات المتحدة لنزع السلاح. وأضاف أن الجماعات "تدرك تمامًا أنها قد تكون مستهدفة من قبل الولايات المتحدة".
وقال قائد "كتائب حزب الله"، وهي أكبر الميليشيات العراقية، متحدثًا لـ"رويترز" من خلف قناع أسود ونظارة شمسية، "ترامب مستعد لنقل الحرب معنا إلى مستويات أسوأ، ونحن نعلم ذلك، ونريد تجنب مثل هذا السيناريو السيئ".
وأشار القادة إلى أن حليفهم الرئيس، "الحرس الثوري الإيراني"، منحهم موافقته على اتخاذ أي قرارات يرونها ضرورية لتجنب الانجرار إلى صراع مدمر محتمل مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
ومنذ نهاية 2023، أعلنت الجماعات العراقية نفسها، التي كانت تنضوي تحت اسم "المقاومة الإسلامية في العراق" وتنتشر في سوريا والعراق، مسؤوليتها عن عشرات الهجمات الصاروخية والطائرات دون طيار على إسرائيل والقوات الأمريكية في العراق وسوريا.
وأوضح الشهبندر أن الحكومة العراقية لم تُبرم بعد اتفاقًا مع قادة الميليشيات، ولا تزال آلية نزع السلاح قيد النقاش، لافتًا إلى أن الخيارات المطروحة تشمل تحويل هذه الميليشيات لأحزاب سياسية ودمجها في القوات المسلحة العراقية.
ورغم أن مصير أي عملية نزع سلاح لا يزال غير مؤكد، فإن المناقشات تمثل المرة الأولى التي تكون فيها مستعدة للتنازل أمام الضغوط الغربية المستمرة من أجل نزع سلاحها. وعلى مدار الأشهر الماضية، عملت الحكومة العراقية جاهدة لتجنيب العراق تصعيدًا عسكريًا أمريكيًا- إسرائيليًا، على خلفية الضربات التي شنتها ميليشيات تتمركز في العراق ضد إسرائيل وقواعد أمريكية.
وكان مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، قد صرح في تشرين الثاني 2024، بأنه يرفض استخدام أراضي وأجواء بلاده للاعتداء على أي دولة أخرى، مشددًا على العمل بقوة لتهدئة الأوضاع. وفي 5 من تشرين الثاني نفسه، نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين لم يسمّهم أن واشنطن حذرت العراق، وتضمن تحذيرها: "لا تسمحوا لإيران بالهجوم من أراضيكم وإلا سترد إسرائيل".