السبت, 6 سبتمبر 2025 01:07 AM

تحذيرات إسرائيلية من قوة بحرية مصرية سعودية أردنية يمنية تهدد موازين القوى في البحر الأحمر

تحذيرات إسرائيلية من قوة بحرية مصرية سعودية أردنية يمنية تهدد موازين القوى في البحر الأحمر

حذر تقرير نشرته المجلة الإخبارية الإسرائيلية (Epoch) من تطور أمني استراتيجي جديد يلوح في الأفق في منطقة البحر الأحمر.

ووفقًا للمجلة، يتمثل هذا التطور في المفاوضات الجارية بين مصر والمملكة العربية السعودية لإنشاء قوة بحرية مشتركة، وذلك في إطار مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر، المعروف باسم "مجلس البحر الأحمر".

أوضح التقرير أن هذه القوة البحرية المشتركة تهدف إلى تأمين حرية الملاحة وحماية حركة التجارة في هذا الممر المائي الحيوي والاستراتيجي، الذي يشهد توترات متكررة بسبب هجمات جماعة أنصار الله (الحوثيين) من اليمن، والتي تستهدف السفن المدنية والعسكرية.

يذكر أن مجلس البحر الأحمر هو هيئة تعاون إقليمي تأسست في الرياض عام 2020، ويضم في عضويته سبع دول هي: مصر، والمملكة العربية السعودية، والأردن، واليمن، وجيبوتي، وإريتريا، والصومال.

أشار التقرير إلى أن الهدف المعلن من تشكيل القوة البحرية المشتركة هو تعزيز التنسيق الأمني بين الدول المطلة على البحر الأحمر، ومواجهة التهديدات المتزايدة على الممرات البحرية، خاصة في ظل تصاعد الهجمات على السفن العابرة لخليج العقبة وباب المندب، مما أدى إلى تعطيل جزئي لحركة التجارة العالمية.

لكن التقرير لفت إلى أن التقدم في المحادثات الأمنية يسير بالتوازي مع تفاهمات سياسية رفيعة المستوى بين القاهرة والرياض، والتي تعد جزءًا من تبادل الدعم السياسي الإقليمي.

وبحسب المجلة، تعهدت مصر بدعم ترشيح وزير الخارجية السعودي السابق، عادل الجبير، لمنصب الأمين العام لمجلس البحر الأحمر، في المقابل، ستقدم السعودية دعمها للمرشح المصري، الدكتور نبيل فهمي، لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلفًا للدكتور أحمد أبو الغيط، عند انتهاء ولايته في مايو 2026.

اعتبر التقرير أن هذه التفاهمات تمثل خطوة نحو تعميق التحالف الاستراتيجي بين البلدين، وترسخ نفوذهما المشترك في المنطقة، لا سيما في البحر الأحمر، الذي يكتسب أهمية متزايدة كممر تجاري بديل عن قناة السويس في أوقات الأزمات، فضلاً عن دوره الجيوسياسي الحساس.

أعرب التقرير عن قلق إسرائيلي من تداعيات هذه القوة البحرية المشتركة، خاصة وأن مصر والسعودية تعدان من أبرز الدول المؤثرة في المنطقة، وتعاونُهما في المجال الأمني قد يغير موازين القوة في البحر الأحمر.

وشدد على أن إسرائيل تراقب عن كثب أي تحركات تقلل من حرية الملاحة أو تقيد الوصول إلى خليج العقبة، الذي يعد شريان الحياة الوحيد للموانئ الإسرائيلية في إيلات، ويعتبر خطًا استراتيجيًا حيويًا لواردات الطاقة والتجارة.

كما أشار التقرير إلى أن توسيع التعاون الأمني بين الدول العربية والإفريقية في البحر الأحمر قد يحد من النفوذ الأمريكي والغربي في المنطقة، ويعزز استقلالية القرار الإقليمي، في وقت تسعى فيه بعض الدول إلى بناء تحالفات أمنية محلية بعيدًا عن الوصاية الخارجية.

يأتي هذا التطور في ظل تقارب استراتيجي متسارع بين مصر والسعودية، يشمل المجالات الاقتصادية والاستثمارية والأمنية، حيث تعد الرياض من أكبر المانحين للاستثمارات في مصر، فيما تعتبر القاهرة شريكًا أمنيًا محوريًا في مواجهة التهديدات المشتركة، من الإرهاب إلى التمدد الإيراني في المنطقة.

مشاركة المقال: