الأحد, 20 أبريل 2025 10:59 AM

تحقيقات تكشف: ضباط روس يستغلون لجوء السوريين العلويين في "حميميم" لتحقيق مكاسب مالية

تحقيقات تكشف: ضباط روس يستغلون لجوء السوريين العلويين في "حميميم" لتحقيق مكاسب مالية

كشفت مصادر خاصة داخل قاعدة "حميميم" في الساحل السوري عن استغلال ملف لجوء السوريين العلويين من قبل بعض الضباط الروس. يتم تسيير رحلات جوية عبر طائرات شحن من القاعدة الروسية إلى روسيا مقابل مبالغ مالية كبيرة، تستهدف اللاجئين المقيمين في القاعدة منذ أكثر من شهر، بالإضافة إلى آخرين من خارجها يرغبون في اللجوء إلى روسيا.

أفادت المصادر بأن ضباطًا روسًا يشرفون على هذه الرحلات، ويتقاضون مبالغ تتراوح بين 3 و 5 آلاف دولار أمريكي للفرد الواحد، وفقًا لما أورده موقع "إرم نيوز".

وذكرت المصادر أن بعض الضباط الروس يمارسون الابتزاز على اللاجئين، خاصة المقيمين خارج القاعدة، حيث يطلبون مبالغ طائلة مقابل الموافقة على منحهم اللجوء. وأضافت أن قلة قليلة من اللاجئين يملكون هذا المبلغ، وهم ممن باعوا ممتلكاتهم لتوفيره.

وأشارت المصادر إلى أن الدفعة الأولى من اللاجئين لم يُطلب منها دفع أي مبالغ، لأنهم كانوا لا يملكون شيئًا.

وساطات في روسيا

في سياق متصل، كشف سوريون مقيمون في روسيا أنهم تواصلوا مع السلطات الروسية لنقل أقربائهم في الساحل السوري، الراغبين في اللجوء، ولكنهم ليسوا من اللاجئين المقيمين في القاعدة الروسية. وأوضحوا أن العقبة الرئيسية كانت كيفية وصولهم من مناطقهم إلى مطار "حميميم"، بسبب المخاطر الأمنية وانتشار الفصائل المسلحة، بالإضافة إلى القيود الأمنية التي تفرضها السلطات السورية لمنع المدنيين من الاقتراب من القاعدة.

وذكرت المصادر أن هؤلاء الأشخاص تمكنوا من الوصول إلى القاعدة بعد عدة محاولات فاشلة، عبر الدوريات الروسية التي تخرج بشكل دوري للتبضع ونقل المعدات بين النقاط الروسية في الساحل السوري. يتم إدخالهم إلى القاعدة عبر سيارات الدوريات والشاحنات الروسية.

وقالت المصادر إنهم تواصلوا مع سماسرة روس على علاقة بضباط في قاعدة "حميميم"، ودفعوا مبالغ تتراوح بين 3 و 5 آلاف دولار مقابل كل شخص يتم إحضاره إلى القاعدة ومن ثم منحه اللجوء إلى روسيا. وأشارت إلى أن المبلغ يختلف بحسب المنطقة التي سيتم نقل الأشخاص إليها، حيث تُطلب مبالغ تزيد عن 6 آلاف دولار للوصول إلى موسكو مثلاً.

وأضافت المصادر أن إقليم بيرم هو الأكثر استقبالاً للاجئين السوريين حاليًا، حيث وصل 150 لاجئًا سوريًا إلى هذا الإقليم، بينهم عائلات كاملة، وتم تأمين أماكن إقامة لهم، خاصةً وأن من بينهم أطفالًا ونساءً وكبارًا في السن يحتاجون إلى الرعاية.

وأكد مسؤولون في إقليم بيرم أن اللاجئين يحصلون على رعاية طبية ودعم قانوني ونفسي، وأن الأطباء والمعلمين من بينهم سيتمكنون من متابعة عملهم داخل الإقليم.

يذكر أن روسيا قد سيرت عشرات الرحلات الجوية من مطار "حميميم" إلى موسكو ومدن روسية أخرى منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024، لنقل مئات من المحسوبين على النظام السابق من أقارب ومسؤولين عسكريين وأمنيين واقتصاديين. ووفقًا للمصادر، فإن هؤلاء أيضًا دفعوا مبالغ مالية ضخمة وصلت إلى 30 ألف دولار للنجاة بحياتهم.

وأشارت المصادر إلى أنهم بقوا في "حميميم" لمدة ثلاثة أيام مع تأمين الطعام والشراب لهم من قبل القوات الروسية، قبل نقلهم إلى روسيا أو بيلاروسيا أو أبخازيا، حسب رغبة الأشخاص.

وتستمر التحركات الروسية على أكثر من صعيد، حيث يتواصل قدوم طائرات الشحن العسكرية الروسية إلى قاعدة "حميميم" الجوية، وتؤكد مصادر أهلية الحركة النشطة للرحلات القادمة والمغادرة من وإلى القاعدة الروسية. وتهبط ثلاث طائرات شحن على الأقل أسبوعيًا في القاعدة، تحمل معدات ومدرعات وأسلحة، وسط تقارير عن اقتراب تسيير دوريات مشتركة بين الروس والأمم المتحدة لمراقبة الوضع في الساحل السوري.

مشاركة المقال: