الأربعاء, 3 سبتمبر 2025 02:20 AM

تحقيقات حول آثار يورانيوم في موقع الكبر المدمر في دير الزور: الوكالة الدولية للطاقة الذرية تواصل البحث

تحقيقات حول آثار يورانيوم في موقع الكبر المدمر في دير الزور: الوكالة الدولية للطاقة الذرية تواصل البحث

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن اكتشاف آثار يورانيوم في سوريا، وذلك خلال تحقيقات جديدة في مواقع مرتبطة بمبنى دمرته إسرائيل في دير الزور عام 2007. وتشير الوكالة منذ سنوات إلى أن الموقع كان مفاعلًا نوويًا غير معلن.

وفقًا لتقرير سري اطلعت عليه وكالة "رويترز" في 1 أيلول، أظهرت تحاليل لعينات أُخذت العام الماضي من ثلاثة مواقع يُعتقد ارتباطها بموقع دير الزور، وجود "عدد كبير من جسيمات اليورانيوم الطبيعي" في أحدها، ناتجة عن عمليات معالجة كيميائية بشرية. وأوضحت الوكالة أن وصف "الطبيعي" يعني أن اليورانيوم لم يكن مخصبًا، لكنها لم تتمكن من تحديد دلالة هذه الآثار.

السلطات السورية نفت امتلاك أي معلومات تفسر وجود هذه الجسيمات، لكنها سمحت لمفتشي الوكالة في حزيران الماضي بأخذ عينات إضافية. ونقل التقرير عن اجتماع المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، مع الرئيس السوري أحمد الشرع، اتفاقهما على التعاون بـ "شفافية كاملة" بشأن الأنشطة النووية السابقة لسوريا. وطلب غروسي مساعدة دمشق في السماح بزيارة جديدة إلى موقع دير الزور "خلال الأشهر المقبلة" لإجراء مزيد من التحاليل والحصول على وثائق والتحدث مع المعنيين بتلك الأنشطة.

تسعى الوكالة منذ عام 2011 للتوصل إلى استنتاج نهائي بشأن الموقع الذي قالت إنه "على الأرجح بدرجة كبيرة" كان مفاعلًا بُني سرًا، بينما أكدت حكومة الرئيس المخلوع بشار الأسد حينها أنه قاعدة عسكرية تقليدية. وبحسب التقرير، فإن الوكالة ما زالت تخطط لزيارة دير الزور وتقييم نتائج العينات البيئية الأخرى، على أن يُغلق الملف بمجرد التوصل إلى استنتاج نهائي.

ما هي عملية "الكبر"

استعرض كتاب "ضربة الظل" للصحفي الإسرائيلي يعقوب كاتس، تفاصيل نُشرت لأول مرة في 2019 عن اكتشاف الموساد للمفاعل النووي في دير الزور وردة فعل البيت الأبيض على التحرك العسكري الإسرائيلي. ويروي الكتاب تفاصيل الهجوم السري على منطقة "الكبر" في شمال شرقي سوريا قرب الحدود العراقية السورية، للقضاء على منشأة للأسلحة النووية.

بدأت العملية في 5 أيلول عام 2007، حين أغارت أربع طائرات "F-16" وأربع طائرات "F-15" على منطقة الكبر في دير الزور، لتعود إلى قواعدها سالمة بعد أربع ساعات. وضع قائد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يادلين، في آب 2007، خطة لإرسال قوات النخبة لتدخل عمق الأراضي السورية وتفحص المفاعل النووي على أرض الواقع. ووصلت الوحدة العسكرية، وقامت بجمع عينات من التربة والنباتات والأوساخ ووضعها في صناديق بلاستيكية، بحسب كتاب "ضربة الظل".

وللتأكد من النتائج، عملت القوات العسكرية على الحفر داخل الأرض حتى عمق محدد، لفحص وجود اليورانيوم الذي سينتشر في حال قام النظام ببناء مفاعل نووي. جرت المهمة خلال دقائق، وغادرت القوات الإسرائيلية بسلام من دون أن تشعر قوات النظام أو تكتشف ذلك، حتى أن الجنود الإسرائيليين استخدموا جهازًا شبيهًا بالمكنسة الصغيرة لعدم ترك أي مسارات على الأرض تكشف وجودهم مستقبلًا. أظهرت العينات وجود اليورانيوم، وفق الرواية الإسرائيلية، ما أشار إلى أن البناء هو لمفاعل نووي، وعليه قررت إسرائيل شن هجمات عسكرية لتدميره. وبناء على الصور عالية الدقة الملتقطة والفحص الميداني، قال عاموس يادلين إن "بضع طائرات يمكنها إنجاز المهمة". وأطلق على العملية اسم "البستان"، ونفذها سلاح الجو الإسرائيلي، حيث حلقت الطائرات الإسرائيلية على علو منخفض للغاية لم يتجاوز 200 مترًا.

"المفاعل النووي" الذي قالت إسرائيل إنه استهدفته في دير الزور عام 2007 (تويتر)

تعليق النظام السوري السابق بعد تفجير المفاعل

أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) في 7 أيلول 2007، أن مقاتلات إسرائيلية قادمة من البحر الأبيض المتوسط قد خرقت الأجواء السورية عند "حوالي الساعة الواحدة صباحًا". ونقلت وكالة الأنباء عن متحدث عسكري سوري أن "وحدات الدفاع الجوي تصدت لهم وأجبرتهم على المغادرة بعد أن أسقطوا بعض الذخيرة في مناطق مهجورة دون أن يتسببوا في أي أضرار بشرية أو مادية". ولم يكن هناك أي تفسير لسبب إخفاء مثل هذا الحدث لمدة نصف يوم. ورد متحدث عسكري اسرائيلي عبر الإذاعة الحكومية الإسرائيلية أن "هذا الحادث لم يقع قط". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، وقتها، خلال مؤتمر صحفي يومي، إنه سمع فقط "تقارير غير مباشرة" والتي "تتعارض" مع بعضها البعض.

مشاركة المقال: