الأحد, 20 أبريل 2025 11:20 AM

تحقيق استقصائي: كيف هرّب الأسد أموالاً ووثائق حساسة إلى الإمارات قبيل اشتداد المعارك؟

تحقيق استقصائي: كيف هرّب الأسد أموالاً ووثائق حساسة إلى الإمارات قبيل اشتداد المعارك؟

دمشق – نورث برس

كشف تحقيق لوكالة "رويترز" أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وقبيل اشتداد المعارك واقتراب فصائل المعارضة من دمشق، استخدم طائرة خاصة لتهريب أموال ووثائق حساسة إلى الإمارات العربية المتحدة.

واستند التحقيق إلى شهادات أكثر من عشرة مصادر، مشيراً إلى أن يسار إبراهيم، المستشار الاقتصادي البارز للأسد، قام بترتيب استئجار الطائرة لنقل مقتنيات ثمينة للأسد وأقاربه ومساعديه وموظفين من القصر الرئاسي إلى الإمارات، وذلك عبر أربع رحلات.

وبحسب إشعارات العقوبات الأمريكية وخبراء في الاقتصاد السوري ومصدر من داخل شبكة أعمال الأسد، فإن دور إبراهيم، الذي شغل منصب مدير المكتب المالي والاقتصادي في الرئاسة، كان حاسماً في إنشاء شبكة من الكيانات التي استغلها الأسد للسيطرة على قطاعات واسعة من الاقتصاد السوري.

ووفقاً لمراجعة "رويترز" لسجلات تتبع الرحلات الجوية، نفذت طائرة من طراز "إمبراير ليجاسي 600" أربع رحلات متتالية إلى سوريا خلال 48 ساعة قبيل سقوط النظام.

وأظهرت سجلات تتبع الرحلات الجوية وصورة التقطتها الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى شهادة مصدر سابق في المخابرات الجوية كان على اطلاع مباشر على العملية، أن آخر رحلة غادرت في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر من قاعدة حميميم الجوية العسكرية الروسية.

وذكر تحقيق "رويترز" أن الطائرة نقلت حقائب سوداء غير موسومة تحتوي على مبالغ نقدية لا تقل عن 500 ألف دولار، بالإضافة إلى وثائق وأجهزة كمبيوتر محمولة ومحركات أقراص صلبة تحوي معلومات استخباراتية مهمة.

واطلعت الوكالة على محادثات عبر تطبيق واتساب بين معاونين ليسار إبراهيم، وبيانات تتبع الرحلات الجوية، وصور أقمار صناعية، وسجلات ملكية شركات وطائرات في ثلاث قارات، لتجميع روايتها حول كيفية قيام أقرب مساعد للأسد بتنسيق المرور الآمن للطائرة.

وقال مسؤول كبير في الحكومة السورية الانتقالية للوكالة إن الحكومة عازمة على استعادة أموال الشعب التي نُقلت إلى الخارج قبل سقوط الأسد، وذلك بهدف دعم الاقتصاد السوري.

ولم تتمكن رويترز من التأكد بشكل مستقل مما إذا كان الأسد قد أشرف شخصياً على عملية التهريب، غير أن عدّة مصادر مطّلعة على العملية أكدت أنها لم تكن لتتم دون موافقته.

تحرير: عبد السلام خوجة

مشاركة المقال: