أعرب نائب رئيس الوزراء اللبناني، طارق متري، يوم الخميس، عن إدانته لتسريب صور جوازات سفر أعضاء الوفد السوري الذي زار لبنان مؤخرًا، ووصف هذا الفعل بأنه "تصرف غير مقبول" يستدعي المساءلة والمحاسبة.
وفي تصريح له ردًا على سؤال من الصحفية السورية علياء منصور، أكد متري أن السلطات اللبنانية المختصة ستفتح تحقيقًا فوريًا في الحادثة بهدف "منع مثل هذه الممارسات التي تسعى إلى التشويش على الزيارة الرسمية وتعكير صفو العلاقات الثنائية". وشدد على أن العلاقات بين المسؤولين اللبنانيين والسوريين "أقوى من محاولات التشويش والتخريب".
وأضاف أن الحكومة اللبنانية ملتزمة بحماية الأعراف الدبلوماسية والحفاظ على خصوصية الوفود الرسمية الزائرة، مؤكدًا حرصها على تجنب تكرار مثل هذه الحوادث التي تضر بسمعة المؤسسات الرسمية.
وتعود تفاصيل الحادثة إلى انتشار مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر جوازات سفر عدد من أعضاء الوفد السوري، بمن فيهم مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية، محمد طه الأحمد، أثناء ختمها في معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا، وفقًا لما ذكرته الصحفية علياء منصور التي قامت بتوثيق الواقعة.
تأتي هذه التطورات في ظل انفتاح دبلوماسي ملحوظ بين بيروت ودمشق، حيث قام وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، بزيارة إلى بيروت قبل أيام، وهي أول زيارة رسمية له منذ تشكيل الحكومة السورية الجديدة، وأكد أن الزيارة تعكس توجه "سوريا الجديدة" نحو بناء علاقات تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
كما زار وزير العدل السوري، مظهر الويس، لبنان قبل يومين لمتابعة قضية الموقوفين السوريين، وهي خطوة اعتبرها مراقبون مؤشرًا على رغبة مشتركة في تجاوز الماضي وإعادة بناء الثقة السياسية والقانونية بين البلدين.
واختتم متري تصريحه بالتأكيد على أن هذه الحوادث الفردية لن تؤثر على مسار التقارب الإيجابي بين بيروت ودمشق، مشيرًا إلى أن الطرفين يعملان على تنظيم العلاقات على أسس الاحترام والسيادة والتعاون المؤسسي المتبادل.