الثلاثاء, 18 نوفمبر 2025 10:01 PM

تراجع حاد في إنتاج العسل السوري: النحالون يطالبون بتدريب لمواجهة التغيرات المناخية

تراجع حاد في إنتاج العسل السوري: النحالون يطالبون بتدريب لمواجهة التغيرات المناخية

يشتهر العسل السوري بجودته العالية وتفرده، ويعتبر من أجود أنواع العسل في المنطقة بفضل التنوع النباتي الذي تتمتع به البلاد، وهو ما ينعكس إيجاباً على تنوع وتميز أنواع العسل، حسب تصريح رئيس فرع سوريا في اتحاد النحالين العرب، أحمد وليد قاسو، لـ"الحرية".

وأوضح قاسو أنه لا توجد إحصائيات دقيقة حول كمية إنتاج العسل هذا العام، لكن بالمقارنة مع الأعوام السابقة، لم يصل الإنتاج إلى ربع الكمية المتوقعة، وذلك بسبب تأثر النحل بالتغيرات المناخية المصاحبة لفترات الإزهار، بالإضافة إلى انحسار المساحات المزروعة نتيجة قلة الأمطار وعوامل أخرى أدت إلى بقاء مربي النحل في أماكنهم وعدم التنقل بين المراعي.

وأشار قاسو إلى أن سوريا تمتلك خبرات مهنية عالية قادرة على المنافسة على المراكز الأولى في المنطقة، وبيئة خصبة تجعل أعسالها تضاهي أعسال المنطقة في الجودة والكميات القادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي والتصدير إلى الأسواق الخارجية. لكن قلة الدعم لمربي النحل، والمعوقات المناخية، والاستخدام العشوائي للمبيدات، أدت إلى تراجع الإنتاج، بالإضافة إلى ضعف القدرة الشرائية للمستهلك، مما أثر سلباً على أسعار العسل. وأكد أن كل هذه الأسباب أثرت على الإنتاج.

وشدد قاسو على ضرورة اتخاذ إجراءات لتحسين واقع تربية النحل في سوريا، أهمها التعاون بين الجهات الفاعلة ومربي النحل والمزارعين للحد من الاستخدام العشوائي للمبيدات، بالإضافة إلى ضرورة ضبط استيراد جميع أنواع العسل لمدة موسمين لتمكين مربي النحل من مواجهة السوق المفتوحة. وأشار إلى أن مشاريع تربية النحل صغيرة ومتناهية الصغر في سوريا، مما يجعلها غير قادرة على منافسة السوق المفتوحة. وأكد أن ترك سوق العسل سيؤدي إلى نهاية قطاع تربية النحل في سوريا، مما سيؤثر بدوره على القطاع الزراعي، حيث يعتبر النحل الداعم الأول للقطاع الزراعي وزيادة الإنتاج من خلال عمليات التلقيح. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج مربو النحل إلى دعم علمي ومعرفي، خاصة المبتدئين.

قرنفلة: تقديم الدعم لأسعار مستلزمات تربية النحل ومواد التعبئة والتغليف

من جانبه، أشار النحال والخبير الزراعي المهندس عبد الرحمن قرنفلة إلى تراجع الإنتاج بسبب التغيرات المناخية والجفاف الذي شهدته سوريا هذا العام، مما كان له تأثير سلبي على النحل وإنتاجه من العسل. وتشير التقديرات إلى انخفاض الإنتاج إلى حوالي 1500 طن من العسل، بتراجع حوالي 4500 طن مقارنة بعام 2010.

ولفت قرنفلة إلى أهمية الحفاظ على تربية النحل من خلال اتخاذ الاستعدادات اللازمة لمواجهة تغيرات المناخ ودراسة مدى تأقلم سلالات النحل المرباة في البلاد، واعتماد السلالة الأكثر قدرة على التكيف مع هذه التغيرات. كما أكد على ضرورة تدريب النحالين وتوعيتهم وزيادة قدراتهم الفنية للتعامل مع تداعيات التغيرات المناخية، وتنفيذ الاحتياطات اللازمة لمنع الممارسات غير الرشيدة في استخدام المبيدات الزراعية وتوعية الفلاحين والمزارعين بمخاطرها على النحل والتوازن الحيوي. ونوه بضرورة تقديم الدعم لأسعار مستلزمات تربية النحل ومواد التعبئة والتغليف الخاصة بمنتجات خلية النحل، وإيجاد ثقافة جديدة لدى النحالين تساعدهم على تحقيق قيمة مضافة لمنتجاتهم، مما يساعد في الوصول إلى منتجات قادرة على النفاذ إلى الأسواق الخارجية.

وأوضح قرنفلة أن جميع أنواع العسل في سوريا مهمة وجيدة، لكن تفضيلات المستهلكين تختلف، وكذلك الغاية التي يتم استخدام العسل من أجلها. فمن المعروف أن هناك تطابقاً في الخصائص العلاجية لكل من النبات والعسل الذي تم صنعه من قبل النحل من رحيق ذلك النبات. وختم بالقول إن هناك عدداً كبيراً من أنواع العسل تبعاً لتعدد المراعي الطبيعية والمحاصيل والأشجار المزروعة التي يرتادها النحل، مثل عسل اللوزيات وعسل الحمضيات وحبة البركة وعسل اليانسون والكزبرة والقبار وعسل الكينا والجيجان والزلوع وعسل الأشواك البرية والعسل الجبلي وغيرها.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: