الإثنين, 17 نوفمبر 2025 04:08 PM

ترامب يضغط عسكرياً على مادورو: هل هي مناورة للحصول على صفقة نفطية أفضل لفنزويلا؟

ترامب يضغط عسكرياً على مادورو: هل هي مناورة للحصول على صفقة نفطية أفضل لفنزويلا؟

جاد ح. فياض - الأهداف الحقيقية وراء الحملة العسكرية الأميركية ضد فنزويلا لا تزال غير واضحة. الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاروه ووزراؤه يزعمون أن المهمة هي مكافحة قوارب المخدرات المتجهة من شواطئ بحر الكاريبي نحو الولايات المتحدة. ومع ذلك، يشير الحشد الاستثنائي للقوات الأميركية إلى أن التحضيرات قد تفضي إلى حرب واسعة النطاق.

يتفق الباحثون على أن مكافحة قوارب المخدرات لا تتطلب إرسال أكبر حاملة طائرات في العالم، "يو إس إس جيرالد آر فورد"، و15 ألف عسكري أميركي ومقاتلات حربية، خاصة وأن هذه القوات تسحب من مناطق أكثر اشتعالاً مثل الشرق الأوسط، في حين أن خفر السواحل كان قادراً على القيام بهذه المهمة. كما أن العملية لا تستهدف المصادر الرئيسية للمخدرات، مثل كولومبيا والمكسيك.

هناك عدة احتمالات وراء الحملة العسكرية الأميركية ضد فنزويلا: الاحتمال الأول هو الضغط على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو لتقديم عروض أفضل فيما يتعلق بالنفط، بعد أن رفض ترامب عروضاً سابقة. الاحتمال الثاني هو سعي الولايات المتحدة لشن حرب ضد فنزويلا وتغيير النظام كجزء من استراتيجية لتأمين "الحديقة الخلفية" في أميركا اللاتينية.

ترامب لم يحسم قراره بعد! عقد ترامب اجتماعات متتالية في البيت الأبيض خلال الأيام الماضية، ووفقاً للتقارير، فقد استعرض الخيارات العسكرية، بما في ذلك استخدام قوات العمليات الخاصة والعمل المباشر داخل فنزويلا. وأشار إلى أنه "حسم" أمره "نوعاً ما"، دون الكشف عن موقفه، لافتاً إلى "تقدم" في مجال "وقف تدفق المخدرات".

تتساءل الصحف، ومنها "نيويورك تايمز"، عن التفسير الاستراتيجي للحشد العسكري الضخم في الكاريبي، بينما يقول موقع "ذي كرادل" إن السؤال ليس لماذا، بل "لماذا الآن؟". لكن الواقع الذي يتفق عليه الباحثون هو العودة إلى عصر "دبلوماسية الزوارق الحربية"، وهي عبارة انتشرت في القرن التاسع عشر، عندما استخدمت القوى العظمى قدراتها البحرية لترهيب القوى الأصغر، بما في ذلك فنزويلا.

يحاول ترامب زيادة الضغط العسكري لاختبار مادورو وحلفائه الدوليين، بمن فيهم الصينيون والروس والإيرانيون، والإقليميين في أميركا اللاتينية. هذا الحشد هو جزء من جهد منسق لزعزعة استقرار النظام الفنزويلي. تقول الجنرال لورا ج. ريتشاردسون، الرئيسة السابقة للقيادة الجنوبية للبنتاغون والمشرفة على العمليات في أميركا اللاتينية: "إنها بالتأكيد حملة ضغط".

تنقل "نيويورك تايمز" عن مسؤول أوروبي كبير قوله إن المسؤولين الأميركيين ذكروا أنهم "يبالغون" في التصعيد لمعرفة رد فعل مادورو، "على أمل أن يفر" من البلاد أو "يُقبض عليه ويُرسل للمحاكمة". وأضاف المصدر أنه عندما سُئل الأميركيون عن تقييمهم لمخاطر إخراج حاملة الطائرات من الشرق الأوسط، لم يقدموا أي إجابة.

تقول "نيويورك تايمز" إن ترامب تحدث "سراً" مع مساعديه حول احتياطيات فنزويلا النفطية الضخمة، المقدرة بـ 300 مليار برميل، وهي الأكبر في العالم. وكان ترامب قد رفض عرضاً سابقاً من مادورو مرتبطاً بالنفط مقابل عدم اللجوء إلى عمل عسكري. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن المحادثات لم تنتهِ تماماً وأن نشر حاملة الطائرات وسيلة "لكسب النفوذ" على مادورو.

يتحدث مقال "ذي كرادل" عن رغبة أميركية في "السيطرة" على النصف الغربي من الكرة الأرضية، وتحديداً في أميركا اللاتينية التي تعتبر "الحديقة الخلفية" للولايات المتحدة. هذا الهدف يتحقق من خلال إسقاط النظام الفنزويلي وتنصيب نظام آخر موال لواشنطن، أو عقد تسوية مع مادورو مرتبطة بالموارد النفطية وسياسة كراكاس الخارجية.

في المحصلة، فإن أهداف ترامب الاستراتيجية في فنزويلا لم تعرف بشكل حاسم بعد، لكن المؤكد أنها تتعدى مكافحة المخدرات لتصل إلى ميادين الطاقة والسياسة. الأيام والأسابيع المقبلة ستكون حاسمة لمعرفة مصير الصراع الأميركي – الفنزويلي، مع التركيز على مناطق أخرى ساخنة حول العالم كالشرق الأوسط وشرق آسيا وتبعات الانسحابات الأميركية منها.

مشاركة المقال: