حظي إعلان الحكومة السورية عن خارطة طريق لحل الأزمة في محافظة السويداء، بالتعاون مع الأردن والولايات المتحدة، بترحيب واسع على الصعيدين العربي والدولي. وقد تم الإعلان عن هذه الخارطة يوم الثلاثاء خلال اجتماع ثلاثي في دمشق، ضم وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، ونظيره الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس باراك.
عبر المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، عن تفاؤله بالخارطة، قائلاً عبر حسابه في منصة “إكس”: “إن المصالحة تبدأ بخطوة واحدة”، وأضاف أن “هذه الخارطة لا ترسم فقط عملية الشفاء، بل ترسم مساراً يمكن لأجيال السوريين القادمة أن يسلكوه وهم يبنون أمة تتسم بالمساواة في الحقوق والواجبات المشتركة للجميع”.
كما رحبت كل من تركيا والسعودية والكويت وقطر وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي بإعلان الحكومة السورية عن الوصول إلى خارطة طريق لحل الأزمة في المحافظة.
أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن تأييده اعتماد الخارطة على أساس وحدة الأراضي السورية والتساوي الكامل بين المواطنين في الحقوق والواجبات. وأكد جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن خارطة الطريق تمثل خطوة مهمة على طريق استقرار الأوضاع في الجنوب السوري، مشدداً على أن محافظة السويداء جزء أصيل من سوريا ولا مستقبل لها خارجها، وأن أبناء المحافظة مواطنون سوريون متساوون بالحقوق والواجبات مع السوريين.
أشاد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، بجهود المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأمريكية في دعم هذا الإعلان، الذي “سيسهم في تعزيز الأمن والسلام في سوريا وسيحقق تطلّعات الشعب السوري الشقيق في الاستقرار والتنمية والازدهار”.
من جانبها، ذكرت وزارة الخارجية التركية في بيان: “نرحب بخارطة الطريق التي تم الإعلان عنها للحفاظ على السلام وإرساء الاستقرار ومنع تكرار الصراع في السويداء، إحدى المحافظات الجنوبية في سوريا”. وأكدت أن تركيا “ستواصل دعم الجهود الرامية إلى ضمان أن تعيش جميع مكونات سوريا في سلام وأمن واستقرار، استناداً إلى مبادئ سلامة ووحدة الأراضي واحترام السيادة”.
بدورها، قالت وزارة الخارجية السعودية، إن المملكة ترحب بإعلان الجمهورية العربية السورية الشقيقة الوصول إلى خارطة الطريق لحل الأزمة في محافظة السويداء، مشيدة بالجهود التي بذلتها المملكة الأردنية والولايات المتحدة الأمريكية في هذا الصدد.
وأثنت وزارة الخارجية الكويتية على “اعتماد خريطة الطريق لحل الأزمة في السويداء واستقرار جنوبي سوريا والذي تم الاتفاق عليه من قبل سوريا والأردن والولايات المتحدة”.
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية البحرينية في بيان عن ترحيب مملكة البحرين بإعلان الجمهورية العربية السورية عن التوصل إلى خارطة الطريق باعتبارها خطوة مهمة تسهم في تكريس السلم الأهلي، ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة. وأكدت على موقف البحرين الثابت والداعم لسيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها، ومساندتها للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والسلام الإقليمي، وتلبية تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو الاستقرار والتنمية المستدامة في ظل دولة القانون والمؤسسات.
وكانت قطر قد رحبت أيضاً بإعلان التوصل إلى خارطة طريق للحل في السويداء، وأكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان أن الخارطة خطوة مهمة تترجم الإرادة الجماعية لبناء مستقبل سوريا الجديدة، وتوطيد الأمن والسلام في المنطقة، وفقا لما نقلته قناة الإخبارية السورية.
ويُعد اجتماع أمس امتداداً لمباحثات عمّان التي أُجريت في شهري تموز وآب الماضيين، والتي ركزت على آليات تثبيت وقف إطلاق النار في السويداء، ووضع أسس عملية لمعالجة الأوضاع السياسية والإنسانية في المحافظة.
يذكر أن ما تسمّى بـ”اللجنة القانونية العليا في السويداء” التابعة لحكمت الهجري رفضت خارطة الطريق التي أعلنت عنها الحكومة السورية واعتبرتها “محاولة لفرض وصاية جديدة على السويداء وزرع الفتنة بين أبنائها”.