كشفت وسائل إعلام بلجيكية عن فضيحة مدوية تتعلق بتسريب بيانات شخصية لمئات من طالبي اللجوء في البلاد. وقد جاء هذا الكشف بعد العثور على ملفات رسمية في حاوية قمامة تابعة لمخيم تيوكس في والونيا، وهو مركز استقبال مؤقت كانت تديره منظمة فيداسيل خلال فصل الشتاء.
تزامنت هذه الفضيحة مع قرارات جديدة تقضي بتعليق معالجة طلبات اللجوء السورية حتى نهاية شهر أكتوبر. يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه الانتقادات الموجهة لأوضاع مراكز الاستقبال، وذلك بعد تسجيل أكثر من 1200 حادث عنف داخل هذه المراكز ومحيطها خلال عام 2024.
وبحسب قناة VTM، احتوت الوثائق المسربة على طلبات لجوء كاملة، بالإضافة إلى صور وأسماء وتواريخ ميلاد، ومعلومات عائلية وطبية. وتخص هذه البيانات ما لا يقل عن 250 طالب لجوء من دول عدة، من بينها سوريا، غزة، النيجر، رواندا، إريتريا، أنغولا، بوركينا فاسو، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
أثارت هذه الواقعة جدلاً واسعاً حول مدى ضعف حماية البيانات في مؤسسة فيداسيل، وما إذا كان ذلك يمثل خرقاً واضحاً لقوانين حماية البيانات الأوروبية. كما حذرت تقارير إعلامية من خطورة وصول هذه المعلومات إلى سلطات بلدان المنشأ، خاصة في حال رفض طلبات اللجوء وإجبار أصحابها على العودة.
من جهتها، أقرت فيداسيل بالحادثة وأعلنت عن فتح تحقيق داخلي بهدف تحديد المسؤولية. وأكدت أنها تبحث ما إذا كان الأمر ناجماً عن خطأ فردي من بعض الموظفين، أو نتيجة إهمال أثناء مغادرة بعض المقيمين.
يشار إلى أن الرقم الإجمالي الحالي للاجئين السوريين في بلجيكا يقارب 3000 شخص يتمتعون بوضع حماية. بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد آخر لا يزال في انتظار القرار أو يعتبرون مغتربين غير معروفين في هذه الإحصاءات. ووفقاً لقاعدة معلومات اللجوء، حصل 2682 شخصاً سورياً على وضع لاجئ (Refugee status) في بلجيكا حتى عام 2023. وخلال عام 2024، قدم 5617 سورياً طلبات لجوء، من بينهم، نال 2765 منهم حق الحماية كلاجئين و166 حصلوا على الحماية الفرعية، بينما تم رفض 709 طلبات منهم.
فارس الرفاعي - زمان الوصل