الجمعة, 28 نوفمبر 2025 09:46 PM

تصاعد الإدانات الدولية والعربية لهجوم بيت جن الإسرائيلي: تفاصيل الضحايا والمواقف

تصاعد الإدانات الدولية والعربية لهجوم بيت جن الإسرائيلي: تفاصيل الضحايا والمواقف

أدانت دول ومنظمات عدة، بما في ذلك بريطانيا وتركيا والكويت وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي وجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، الهجمات الإسرائيلية على بلدة بيت جن في ريف دمشق، والتي وقعت اليوم في 28 تشرين الثاني. أسفر القصف المدفعي الثقيل من قبل الجيش الإسرائيلي عن مقتل 13 مدنيًا وإصابة 24 آخرين، في حصيلة أولية.

جاء هذا القصف بعد توغل للجيش الإسرائيلي في بيت جن بهدف اعتقال عدد من الشبان، مما أدى إلى اشتباكات مع الأهالي، وأعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة ستة من جنوده.

الجامعة العربية: يجب وقف تأجيج الصراعات

أدانت جامعة الدول العربية بشدة ما وصفته بـ "العدوان الإسرائيلي السافر" على بيت جن، منددة بانتهاك إسرائيل للقانون الدولي واتفاقية فض الاشتباك 1974، ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لوقف هذا "التغول الإسرائيلي" والتوقف عن سياسات "زرع الفتن وتأجيج الصراعات". كما طالبت الجامعة العربية المجتمع الدولي بـ "حمل إسرائيل على وقف هذه الاعتداءات والانسحاب الفوري من الأراضي السورية التي احتلتها بعد 8 كانون الأول 2024".

من جانبه، اعتبر جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، أن استمرار "الانتهاكات الإجرامية الإسرائيلية" على الأراضي السورية "يفاقم التوتر ويقوض جهود إحلال الاستقرار والأمن في المنطقة". ودعا البديوي إلى تحرك فوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ومنع الانزلاق نحو مزيد من التوتر، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على استقرار سوريا ووحدة أراضيها.

وفي السياق ذاته، أدانت الخارجية الكويتية الهجمات الإسرائيلية على بيت جن، معتبرة إياها "امتدادًا للنهج الإسرائيلي المُزعزع لأمن واستقرار المنطقة، ويقوض الجهود الإقليمية والدولية الساعية لخفض التصعيد".

بريطانيا: التوغلات غير مقبولة

اعتبرت آن سنو، المبعوثة البريطانية إلى سوريا، في تغريدة على حسابها بمنصة "إكس"، أن استمرار التوغلات الإسرائيلية "أمر غير مقبول". وحثت إسرائيل على احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، والوفاء بالتزاماتها تجاه السلام والاستقرار والأمن.

تركيا: يجب وضع حد لإسرائيل

أكد أونجو كيتشيلي، المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، أنه في ظل توحد المجتمع الدولي حول استقرار سوريا، أثبتت إسرائيل مرة أخرى أنها تسعى إلى تحقيق "أجندة مدمرة" بهجماتها على بيت جن. وأضاف كيتشيلي أن إسرائيل تنتهك سيادة سوريا وسلامة أراضيها بأعمالها وعملياتها العسكرية، مما يشكل تهديدًا للمدنيين واستقرار المنطقة، على الرغم من عدم وجود أي تهديد ضدها من جانب سوريا. وطالب بوضع حد فوري لهجمات إسرائيل، معتبرًا أن مسؤولية القيام بذلك تقع على عاتق جميع الأطراف المسؤولة في المجتمع الدولي.

جماعة الإخوان المسلمين في سوريا أدانت الهجمات الإسرائيلية على بيت جن، معتبرةً إياها جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وأكدت أن للشعب السوري "الحق الكامل في الدفاع عن نفسه"، مطالبة الدول العربية والمجتمع الدولي بـ "اتخاذ موقف حازم ومسؤول ضد هذه الاعتداءات".

وفي وقت سابق، أدانت الأمم المتحدة وقطر والأردن وحركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" الفلسطينيتان الهجوم الإسرائيلي على بيت جن، ودعت لوقف هذه الانتهاكات.

13 قتيلًا وحركة نزوح

أدان وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، الهجوم الإسرائيلي على بيت جن، معتبرًا أن استمرار الاعتداءات يشكل تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الإقليمي، ويستوجب موقفًا دوليًا حازمًا. وأضاف الشيباني أن ما جرى في بيت جن هو "جريمة متكاملة الأركان بحق أبناء شعبنا"، مؤكدًا أن سوريا تؤكد حقها الكامل في الدفاع عن أرضها وشعبها بكل الوسائل المشروعة.

وحمّلت وزارة الخارجية السورية "سلطات الاحتلال الإسرائيلي" المسؤولية الكاملة عن هذا "العدوان الخطير"، معتبرة أن استمرار هذه "الاعتداءات الإجرامية" يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. وشهدت بلدة بيت جن حركة نزوح إلى البلدات المجاورة، تزامنًا مع تحليق مكثف للطيران المسيّر الإسرائيلي، فيما لا يزال مصابون عالقين تحت الأنقاض، وفق ما أفاد الناشط فهد محمد عنب بلدي.

ودخلت فرق الدفاع المدني السوري وسيارتا إسعاف من مديرية الصحة بريف دمشق بلدة بيت جن لنقل القتلى وإسعاف المصابين، وفق ما قالت وكالة "سانا" الرسمية. وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن المصابين في صفوف الجيش الإسرائيلي هم ضابطان وجندي احتياط أصيبا بجروح بالغة، وجندي احتياط آخر أصيب بجروح متوسطة، وجنديا احتياط أصيبا بجروح طفيفة. وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أن قوات من لواء "الاحتياط 55" كانت تنفذ عملية اعتقال لعدد ممن سماهم "المشتبه بهم من جماعة إسلامية"، ينشطون في قرية بيت جن جنوبي سوريا، معتبرًا أنهم يقومون بالترويج لـ"مؤامرات إرهابية ضد مواطني دولة إسرائيل".

مشاركة المقال: